2007/05/23

“He’s a criminal”, Kassim’s wife said








هذا الفلم يعطي صورة هوليودية عن واقع الاحتلال .. كليشة من ارض الواقع ، مغمسة ببعض انسانية متجردة .. تنفيذ تقني عالي الجودة .. والطبخة جاهزة للهضم .. الهدف تحسين صورة الاحتلال .. الكثيرون سيهضمون بلا وعي تلك الطبخة .. عقد الذنب في بعض الأوساط هناك كبيرة .. عقد النقص في بعض الأوساط هنا اكبر .. عندما "يذرف" القوي دمعة يبكي الضعيف بشدة .. شكسبير فهم ذلك منذ قرون.

امريكا تستخدم اليوم سلاحها الاكثر فتكا .. الدعاية "الهوليودية" .. تقنية متينة وحرفية عالية غالبا ما تستحوذ على ارواح الناس وبالتالي عقولهم .. وصفات عاطفية مؤثرة جدا، يضعها عادة خبراء في علم النفس الدعائي من اجل فرض صور وبالتالي تصورات الامبراطورية .. عنف رمزي كما يسميه علماء الاجتماع وهو غالبا ما يكون اكثر فعالية.

لست متاكدا ان "قاسيييم" قد اتيح له الوقت ليقول ما تقوله "هوليوود" في هذا الفلم .. لذلك ارى ان هناك نسخة اقرب للواقع .. ارملة قاسم ستقول عن قاتل زوجها بانه مجرم .. وهي ستقول لاطفالها اليتامى ان قاتل ابيهم محتل .. سيعود ابن قاسم الذي يشتغل في الحقل الى البيت .. سيتخلى عن زراعة الارض التي يحب .. سيقوم بزرع عبوات على الطرقات .. ستنفجر الدبابة ابرامز.
هذة هي قصة الارض التي اهانها الاحتلال .. فانتقمت .. القصة لن تنتهي قريبا .. فتبعاتها طويلة .. ولن يكون هناك "هيبي اند" في النهاية.
 

2007/05/17

Who let the “genie” out of the bottle

هنا حوار اجرته مجلة لونوفيل ابسرفاتور الفرنسية مع زبغيني برجنيسكي مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق
قبل ثلاث سنوات تقريبا من احداث ايلول 2001 .. كنت قد قرأت قبل فترة جملة من هذا الحوار في مقال نشرته صحيفة "العالم الدبلوماسي" الفرنسية .. وجدت النص الكامل للحوار قبل ايام .. وبالامس فقط وجدت ترجمته الانكليزية .. اعتقد انه يستحق القراءة


 :Le Nouvel Observateur: Former CIA director Robert Gates states in his memoirs: The American secret services began six months before the Soviet intervention to support the Mujahideen [in Afghanistan]. At that time you were president Carters security advisor; thus you played a key role in this affair. Do you confirm this statement?

Zbigniew Brzezinski: Yes. According to the official version, the CIA's support for the Mujahideen began in 1980, i.e. after the Soviet army's invasion of Afghanistan on 24 December 1979. But the reality, which was kept secret until today, is completely different: Actually it was on 3 July 1979 that president Carter signed the first directive for the secret support of the opposition against the pro-Soviet regime in Kabul. And on the same day I wrote a note, in which I explained to the president that this support would in my opinion lead to a military intervention by the Soviets.

Le Nouvel Observateur: Despite this risk you were a supporter of this covert action? But perhaps you expected the Soviets to enter this war and tried to provoke it?

Zbigniew Brzezinski: It's not exactly like that. We didn't push the Russians to intervene but we knowingly increased the probability that they would do it.

Le Nouvel Observateur: When the Soviets justified their intervention with the statement that they were fighting against a secret US interference in Afghanistan, nobody believed them. Nevertheless there was a core of truth to this...Do you regret nothing today?

Zbigniew Brzezinski: Regret what? This secret operation was an excellent idea. It lured the Russians into the Afghan trap, and you would like me to regret that? On the day when the Soviets officially crossed the border, I wrote president Carter, in essence: "We now have the opportunity to provide the USSR with their Viet Nam war." Indeed for ten years Moscow had to conduct a war that was intolerable for the regime, a conflict which involved the demoralization and finally the breakup of the Soviet Empire.

Le Nouvel Observateur: And also, don't you regret having helped future terrorists, having given them weapons and advice?

Zbigniew Brzezinski: What is most important for world history? The Taliban or the fall of the Soviet Empire? Some Islamic hotheads or the liberation of Central Europe and the end of the cold war?




نستطيع ان نسمي هذا الحوار "عندما تغتال فكرة ممتازة شعب كامل" .. اعتقد ان مقطع الحوار الذي يحاول فيه الصحفي المسكين ان يشير الى البعد الاخلاقي للموضوع ، سائلا "الا تندم على شيء اليوم؟ " وخصوصا اجابة برجنسكي على هذا السؤال " اندم على ماذا الخ" .. اعتقد ان هذا المقطع ينفع ان يكون اجابة على سؤال بعض الامريكيين : لماذا يكرهوننا هناك في الكوكب الاخر.

ليس من الصعب فهم الواقعية السياسية التي ينطلق منها برجنسكي في هذا الحوار .. اعرف ان الرجل ليس موظفا في الصليب الاحمر.. ولكن ان تسمعه يقول ان تأجيج حرب وبالنتيجة تدمير شعب كامل هي "فكرة ممتازة" لانها تصب في مصلحة الامبراطورية .. ان تسمعه يقول ذلك ويأتي اليوم ويعطي نصائح اخلاقية للادارة الامريكية الحالية .. فهذا كثير بحق عقول الناس .. برجنسكي رجل ذكي جدا لاشك في ذلك .. وهو في اخر مقال نشرته له الواشنطن بوست في 25 اذار 2007 يحلل بعمق كبير "ثقافة الخوف" التي اشاعتها الادارة الامريكية الحالية في المجتمع الامريكي .. ولكن برجنسكي الذي يلعب دور الحكيم اليوم لم يتطرق بنفس العمق الى ما هو في صلب المشكلة التي دمرت بالامس شعوب وتدمر اليوم شعوب وستدمر غدا شعوب اخرى .. ما دفع برجنسكي في السابق للتصرف بهكذا احتقار لحياة الشعوب .. وما دفع ديك تشيني وعصابته الى اتباع سياسات دمرت العراق هو ليس ثقافة الخوف كما يقول برجنسكي .. انها عقلية الامبراطورية .. ان تنظر للاخر باحتقار مستندا لمنطق القوة فقط .. هو جوهر عقلية الامبراطورية .. من يمتلك قوة الامبراطورية المادية ومن يعتقد بتفوقه القيمي لايعطي اهمية لشعوب "متخلفة" .. لذلك هو يستخدمها حسب اهوائه .. يدمر تراكم مجتمعاتها الهش .. يضحي بها كلما اعتقد موظف امريكي كبير انها فكرة ممتازة تنفع الامبراطورية.

اما رد برجنسكي " ايهما اهم بنظر التاريخ ؟ الطالبان ام سقوط الامبراطورية السوفيتية ؟ بعض اسلاميين مهووسين ام تحرير اوربا الوسطى ونهاية الحرب الباردة" .. ففيه قصر نظر تاريخي وعدم فهم للظاهرة الدينية خصوصا عندما يصدر ذلك التقيم ممن يعتبر أفضل محلل استراتيجي في امريكا .. يقال ان ستالين كان يستمع ذات يوم لشخص كان يحذره من خطر الفاتيكان في اوربا الشرقية..عندها قال ستالين لمحدثه مستخفا : " هذا البابا ، كم فرقة عسكرية تحت تصرفه" .. اعتقد ان برجنسكي في رده هنا يرتكب نفس خطأ "عدوه" ستالين .. الامبراطورية ومنذ سنوات بدأت بدفع ثمن تحليلات مستشاريها الغير مسؤولة.

اضعاف الشيوعية كان هدف امريكا الاول .. وهي كانت مستعدة للتحالف حتى مع الشيطان من اجل ذلك الهدف .. وهي في تلك الحقبة التي تسمى "الحرب الباردة" قد اشعلت العشرات من الحروب الساخنة التي دمرت حياة ملايين من البشر.. ومنطقتنا كان لها نصيب الاسد في هذا "المجهود الحربي" .. السعودية الاصولية ساعدت الامبراطورية في افغانستان .. وهي، مكافئة على جهودها، قد حصلت على دعم امريكا من اجل افشال كل التجارب العلمانية في منطقتنا لانها تهدد المحميات النفطية .. مرحى للوهابية .. مرحى للاسلام البترودولاري .. وهناك في الاعلام الامريكي ، بالامس وخصوصا اليوم بعد فشل مشروعهم في العراق تجد دائما من يردد بغباء ببغائي من ان الثقافة العربية غير قابلة للاصلاح .. كما لو ان الثقافة الآرية قد تحولت الى ديمقراطيات مدنية بين ليلة وضحاها وبقرار امبراطوري..


الصحفي الامريكي ادم هوشجايلد له تعليق لطيف عن كتاب روبرت دريفوس "لعبة الشيطان"، الذي يحكي قصة علاقة امريكا مع الحركات الاسلامية :
The enemy of my enemy is my friend’ is usually considered unsophisticated, tribal thinking. But Robert Dreyfuss shows how, during the Cold War, precisely this principle led the United States to support anti-Communist Islamist movements throughout the Muslim world—nurturing the whirlwind we are reaping today

امريكا تدفع اليوم ثمن تحالفاتها القديمة .. اصدقاء قدامى يصفون حساباتهم .. والضحية كالعادة شعب فقير اخر .. اتخيل مشاعر الجنرال الروسي الذي كان ضابطا في تخوم افغانستان انذاك .. كان الخوف يستولي عليه وهو يصارع اشباح اطلقتها امريكا .. الجنرال الروسي يفهم جيدا ما يدور في رأس الضابط الامريكي اليوم وهو يصف مهمته في جنوب بغداد بهذة العبارة :

three-dimensional chess in the dark — and that’s an understatement


اتخيل ما تقوله اليوم تقارير المحللين الاستراتيجيين في موسكو .."امريكا في العراق قد حصلت على افغانستانها.