2011/03/31

عن رجل الاطفاء المشعل للحرائق.



بعد الاحداث الاخيرة في البحرين نشر غالب حسن الشابندر مقال يقول فيه ما معناه انه ان الاوان لحل جذري لمشاكل الشيعة العرب في الخليج العربي.. من خلال اعطاء الشيعة في الخليج حقوقهم السياسية والاقتصادية والدينية.. وهو يقول لنا انه يجب معاملة الشيعة كمواطنين من الدرجة الاولى، وليس مواطنين على الهامش. 

لم لا.. انا ايضا انادي بمعاملة الشيعة كمواطنين.. فقط كمواطنين.. ووفقا لمعيار المواطنة.. ولكن على الشيعة وخصوصا الكتاب الشيعة ان يفهموا ماذا يعني ذلك.. ويكفوا عن سلوكيات التطبيرالفكري.. فالمواطنة هي ان تكون عضوا داخل دولة تتبنى مشروعا  قائما على مشتركات وطنية جامعة.. وليس على الروابط الاولية اثنية كانت ام مذهبية .. والمواطنة تتضمن حقوق وواجبات: منها مدنية (الحريات العامة) وسياسية (المشاركة في النشاط السياسي) واجتماعية اقتصادية (العمل والصحة والتقاعد الخ).. والكل متساويين بهذه الحقوق والواجبات امام قانون ومؤسسات تلك الدولة.. هذا باختصار شديد مفهوم المواطنة.

وعندما نلقي نظرة سريعة على اغلب الدول العربية.. سنجد ان مفهوم المواطنة هذا غائب تماما عن انظمتها السياسية.. والناس فيها لايحظون بحقوقهم السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية.. وهناك في بعض هذه الدول من الفقر والفساد ما يجعل شيعة الخليج محظوظين نسبيا.. واغلب الناس في هذه الدول العربية هم من المذهب السني.. وكون الحاكم من نفس مذهبهم لم يجعلهم لا مواطنين درجة اولى ولا حتى مواطنين درجة عاشرة!! هل يجوز ان نتكلم عن مظلومية وحقوق سنية ؟؟ المصري او التونسي عندما نزلا للشوارع رفعا شعارات تنتمي لفضاء الفعل السياسي الحديث.. نادا بمطالب سياسية يتضمنها مفهوم المواطنة من حريات مدنية، وحريات سياسية و حقوق اجتماعية اقتصادية.. وداخل اطار دولتيهما.

السؤال الان هو: لماذا الشيعي البحريني عندما يتظاهر يعصب رأسه بشعار "يامهدي" ؟؟ ما علاقة المهدي بمشتركات المواطنة!! ولماذا الشيعي البحريني عندما يتظاهر يرفع صور ايات الله الايرانية.. فاطار المواطنة هي الارض والدولة التي يعيش فيهما.. ثم تعال ارجوك وقل لي: لماذا عندما تقمع الحكومة المصرية متظاهريها وتقتل المئات.. فهي حكومة سلطوية ؟؟ وحين تقمع الحكومة البحرينية متظاهريها وتقتل عشرة متظاهرين فقط فهي طائفية!! لماذا تثور ثائرة حسن نصرالله في الحالة البحرينية.. ويلوذ بالصمت في الحالة السورية.. رغم ان من سقطوا برصاص الحكومة السورية هم اكثر بكثير ممن سقطوا في برصاص الحكومة البحرينية ؟؟ 

بمعنى اخر.. اذا كان الشيعة يريدون ان تتم معاملتهم كمواطنين.. لماذا يحصرون الفعل السياسي داخل الاطار المذهبي وداخل التصورات المذهبية.. لماذا يطالبون بحقوق حصرية للشيعة.. ولماذا يقدمون مظالمهم وكأن اسبابها مذهبية.. فكل هذا هو خارج مفهوم المواطنة.. والشيعة اذ يقومون بذلك فهم من يرفض مبدأ المواطنة.. طرح الفعل السياسي داخل التصورات المذهبية هو قتل للمواطنة وللوطن.. وبهذا المعنى فان الطائفية هي اشكالية شيعية.

الاصرار على طرح المشكل السياسي من خلال الموشور المذهبي عبر مقولة المظلومية الشيعية الحصرية.. هو اصرار على عدم طرح الامور من خلال وسائل الفعل السياسي الحديث التي يتضمنها مفهوم المواطنة.. والشابندر لايفهم ذلك لانه لايفهم ماذا تعني المواطنة وما هي استحقاقتها.. وهذا الصنف من الكتاب الحكواتية ليس ظاهرة جديدة..ففي العقود الاخيرة شَغّل حكواتية من امثال الشابندر اسطوانة الحقوق الشيعية والمظلومية الشيعية  في العراق.. كل ذلك على حساب المواطنة والوطن..  ونعرف اليوم الى اين قادتنا  شخابيط هولاء الحكواتية.. واحد من هولاء هو حسن العلوي الذي اخذ يدعو مؤخرا الى الوطنية بعد ان شاهد مخلفات المظلومية التي دمرت العراق.. حسن العلوي بعثيا ثم شيعويا كان دائما في صفوف من دمروا العراق.. والعلوي اليوم يتكلم عن الوطنية والمواطنة.. ساقولها بلا مواربة.. اذا كان حسن العلوي يمثل الوطنية.. فـ تففففففففف على هكذا وطن وعلى هكذا وطنية.

باختصار.. الشابندر اليوم يستخدم نفس طرح العلوي سابقا ليحث الحكومات الخليجية على حل جذري لمشاكل الشيعة.. في حين ان هذا الطرح الطائفي هو المسؤول عن دمار العراق.. لذلك وبدل ان يعطي الشابندر نصائحه لحكومات الخليج عليه ان يوجه نظره صوب العراق..عله يفهم انه كـ طبيب يداوي الناس وهو عليل.. علّه يفهم ولو متأخرا انه من صنف "رجل الاطفاء المشعل للحرائق".

هناك 5 تعليقات:

  1. ابو النواس03 أبريل, 2011

    كريم ... عل هؤلاء يفهموا العمق في رسائلك لكني على شك اعمق بكثير ... كيف سينعم العراقي بالمواطنة او بالنزر القليل من يوريا الديمفراطية وسط هؤلاء الممهدون لظهور المهدي وتاسيس دولته على الفرش الوفير من الجماجم التي سيحصدها... جماجم من؟؟ (هذا ما تقوله الكتيبات والمجلات التي تصدر تحت اشراف (المرجعية) ومنها مجلة (الصدُيقة) وجريدة (الممهدون)على سبيل المثال والتي تتداولها الايادي البريئة لاطفال الجنوب وبغداد والشباب في كثير من البيوتات (الشيعية))ان المرجعيات وتجار النخاسة تعتاش على هذا السمك الميت في قارب العراق المثقوب ... في الجانب الاخر انتحاريون يفجرون نافورة من اللحم البشري من اجل وجبة غداء في مطبخ الاخرة و خلف المشهد احتلال وبومة (خضراء) لاتبخل في توفير انابيب الغاز وبالعملة الصعبة رغم الازمة وشحذ السيوف واعداد قوائم الاسماء لتسهيل المهمة على المهدي المنتظر! ... ان الديمقراطية والحقوق المدنية تحتاج الى اولاد زانيات و (نغولة زنادفة)مثل روسو ومونتسكيو وفولتير ... وليس الى نجباء البيوتات المقدسة والمعصومة كمقتدى الصدر او حارث الضاري...

    ردحذف
  2. غير معرف05 أبريل, 2011

    ارى ان مقارنه ابو النواس غير منصفه بين مقتدى  المعمم الجاهل  المتخلف  و حارث الضاري  الانسان الرزين  حتى لو  بالاسم   فمقتدى يرطن بالايراني كالخروف المهجن و الضاري والنعم فيه عربي اصيل لم يتعامل  قط مع الاجنبي .
    اما بالنسبة للاسماء الغير معروفه لي كحسن علوي و الاخر غالب فقد اشمئزت نفسي من هذه الأشكال الحقيرة بعد ان بحثت عنهم في ماكنة البحث كوكل .
    ولكني بعد ان قرئت في جريدة السياسة الكويتيه عن الايراني القذر المجرم هادي عامري (شبيه وجه الضبع ) والذي يترأس فيلق بدر الايراني في عاصمة الرشيد و حالياً وزير المواصلات فيها فإذا كان المدون كريم المحترم يقول تفففففففففف على علوي و غالب فماذا سيفعل لو قرا مقال داود البصري عن الايراني هادي عامري والذي اصبح من رجالات العراق و دخل التاريخ من أوسع ابوابه .
    http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/133863/reftab/36/Default.aspx#startframe
    اناولله وانا اليه راجعون  

    ردحذف
  3. ابو النواس06 أبريل, 2011

    اخي (غير معرف) : انا لم اقصد اهانة اي واحد من المذكورين في تعليقي السابق ... انا اشير الى منطلقات فكرية وايدلوجية تحكمنا الان هي على النقيض من الف باء الديمقراطية والحريات المدنية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي اول ماتحتاج هو نقد هدام وبناء واعادة تقييم لتصورتانا الموروثة عن انفسنا وعن العالم ... لكن السؤال المهم الذي يتبادر الى ذهني في هذه اللحضة واتمنى منك ومن كاتب هذه المدونات القيمة ان تفتوني به وهو: كيف تسنى للولايات المتحدة مع كل جزاريها ومحلليها ومثقفيها ان تاتي بكل جوقة العصور الوسطى هذه لبناء عراق ديمقراطي تعددي اليس هناك تناقض فاضح مابين الغاية والوسيلة!؟

    ردحذف
  4. غير معرف08 أبريل, 2011

    اشكر الاخ ابو النواس على المداخلة و اود ان اطرح رأيي عن تسائله  ؟ كيف تسنى للولايات المتحدة .... إلخ .
    الولايات المتحدة دولة لها مصالح و ليس عواطف مع الاخرين ويجب ان تعتني  باكثر من 300 مليون مواطن ينتخبوها و يدفعوا لها الضرائب من عرق جبينهم و إبداع افكارهم فامريكا ليست جمعية خيرية إنسانية .
     و من العرب لكي تعطف  عليهم ؟؟؟
    فإذا كان من مصلحة امريكا تسليم العراق لإيران و حثالاتها وهذا هو الواقع حالياً فان ذلك مبرراً لها .
     فإذا كان من مصلحة امريكا وإسرائيل بقاء حزب الله  قوي في لبنان و سوريا تسانده رغم ان هذا يسبب  عدم استقرار في المنطقة فان ذلك مبرراً لهاً .
    لا يوجد شخص واحد يصدق ان من اهداف الغزو كان لبناء نظام  ديمقراطي تعددي  غير الحثالة الايرانية التي جائت مع الاحتلال ( مالكي ,جلبي, الوزير هادي عامري , شهيد الم ؟؟ض , صولاغ, جعفري ,دباغ الخ ) 
    كان من  الممكن ان تكون هناك فرصة واحدة لإرساء حكم ديمقراطي في العهد الملكي ولكن هذه الفرصة سوف لن و لن تتكرر مطلقاً .
    حتى الجارة العلمانية تركيا تعزز ولاية الدجل والشعوذة في العراق عند زيارة رئيس وزرائها  بزيارة  سستاني لان ذلك من مصلحتها ان يبقى العراق متخلفاً بسكاريب القرون الوسطى .
    هل نعاتب امريكا ؟؟؟؟ .
    ملاحظة لابد من ذكرها ان الاخ المدون كريم وفى و كفى في جميع مقالاته واستعماله مفردات لغوية وصفيه فريدة و جديدة في اللغة العربية  و مدونته لي كحديقة اتنزه بها و استمتع  بمقالاته القديمة ايضاً واتقدم له بخالص الشكر والتقدير.

    ردحذف
  5. غير معرف16 أبريل, 2011

    البحرين العزيزة على كل عربي و مسلم بدأ السيناريو فيها بالعفو عن الدجال الإيراني مشيمع (ماكو هل الشكل الشيطاني و الأسم في التاريخ العربي) بعد تدخل اسياده المعروفين و شيطانهم الاكبر تحت كذبة حقوق الانسان ثم رجوعه من لندن عن طريق لبنان لكي يأخذ تعليماته من حزب الشيطان و كان السيناريو المخطط أن يتم تنصيبه رئيس جمهورية تابعة لإيران و طرد العرب منها كما يحدث الآن في العراق مجهزين للإحتفال بزواج المتعة مع ربيبتهم إيران عند و صوله البحرين و لكن إنقلب هذا الزواج إلى عزاء و لطمية :
    لا تفرحين بيوم عسرسج بعد عرسج عزى ؟؟ج
    وهذا بالضبط ما حدث عزاء و لطميه و عار من هذا الزواج الداعر و الفاسد.
    و ضاعت أحلام إيران الصفوية المريضة و فرصتهم التي كانوا يتأملوها إلى غير رجعة .
    و الآن ننتظر بفارغ الصبر بشائر إنقطاع ذيل الكلب في سوريا و انكشاف مؤخرة حزب الشيطان القذرة و نهايته المحتومة .
    المذابح الإجرامية التي اقترفها حافظ أسد في حماة في 2 فبراير 1982و التي راح ضحيتها بين ثلاثين الف و أربعين ألف شهيد عربي سوري (تقدير الموسوعة الحرة) سوف لن تذهب بدون حساب لهولاء القتلة المجرمين و سوف يدفع ثمنها ولده البعيرصي بشار (لاحظوا حتى حافظ لولده كانت تيمنا" بإسم شاعر فارسي شعوبي حاقد هو بشار بن برد).
    خابت آمالهم في البحرين و إنشاء الله لبنان بعدهم و تحرير العراق من أذنابهم القذرة و مهما طال الزمن و كذلك تحرير أخواننا العرب الأهوازيين الفقراء و المظلومين منذ أكثر من مئة سنة و الذين يعملون غسالي السيارات في أقطار الخليج العربي رغم أن أرضهم كلها آبار نفطية .
    << إيران برو برو >>... أية الله برو برو >>...<< نصر الله برو برو >>..<< بشار برو برو >>.. << مالكي برو برو >>

    ردحذف