2011/10/08

نقد الخطاب التأويلي .. ابن العلقمي في ضيافة حزب الله


نشر محمد فضل الله مؤخرا مقالا في الاخبار يقول فيه : " بُعيد حرب 2006، نُقل أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وفي اجتماع داخلي صَرّح: «لقد غسلنا عار العراق». بغضّ النظر عن دقة النقل، إلا أنّ ذلك كان لسان حال شيعة لبنان، حين يناقشون الملف العراقي". انتهى.

ساتوقف اولا امام لغة محمد فضل الله .. فهي لغة تحتاج الى مترجم .. فجملة حسن نصر الله المفترضة " لقد غسلنا عار العراق" اذا ما تم وضعها في السياق العام لمعنى النص يجب ان تكتب هكذا:" لقد غسلنا عار الشيعة في العراق".. عار الشيعة في العراق في تمكين الاحتلال الامريكي .. وليس "عار العراق" ..اولا لان نصر الله يتكلم من منطلق كونه شيعي يحس بالعار من موقف طائفته في العراق .. ثانيا لان العراق ليس له عار .. فما فعلته المقاومة العراقية بالجيش الامريكي خلال سنة احتلال هو اهم من كل ما قام به حزب الله خلال عقود ..ولكن يبدو ان يسار الكافيار اللبناني لا يرى المقاومة الا في لبنان.. ومع ذلك فليس هنا المهم.

محمد فضل الله في هذا المقال يطلب من اللبنانيين الشيعة وخصوصا من حزب الله بان يتفهموا "عار الشيعة في العراق".. وحجته ان الليبيون قد استعانوا مؤخرا بالاجنبي ولم ينالوا من التخوين ما ناله الشيعة في العراق .. وهي حجة اثارتها ابواق شيعية كثيرة مؤخرا.. رغم ان المقارنة ليست دقيقة بين الحالتين الليبية والعراقية.. وان تلك الحجة اذا ما تم دفعها الى نهاياتها المنطقية فانها ستنقلب عليهم.

فدفع حجة محمد فضل الله الى نهاياتها المنطقية يدفعنا الى مطالبته هو وحزب الله بان يتفهموا عارعملاء اسرائيل في لبنان ويكفوا عن اعدامهم وان يتفهموا الاحتلال الاسرائيلي لجزء صغير من لبنان .. ثانيا، دفع حجة محمد فضل الله الى نهاياتها المنطقية يدفعنا الى مطالبته هو وحزب الله وايران بان يتفهموا الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين .. ويكفوا عن المتاجرة بقضية فلسطين من اجل التبشير بالمذهب الشيعي في المنطقة العربية.. ثالثا، دفع حجة محمد فضل الله الى نهاياتها المنطقية يدفعنا الى مطالبته هو وحزب الله وايران بان يتفهموا عارعملاء امريكا في المنطقة وان يتفهموا رغبة امريكا في التواجد في المنطقة .. وكفى مزايدات و"حلّوا عن طيزنا" كما يقول التعبير اللبناني!! 

بعد كل هذا يأتي محمد فضل الله ويتسائل في مقاله عن سبب ضعف الخطاب الشيعي امام الخطاب السني تاريخيا وحاضرا .. انا شخصيا لدي اجابة بسيطة وسريعة .. الخطاب الشيعي محكوم عليه بالاقلية تاريخيا وحاضرا لانه خطاب ينزع نحو تأويلية تقترب في كثير من الاحيان من حدود الكذب .. وثانيا لانه خطاب في منتهى الضدية .. والتاريخ يتجاوب مع المحكيات التوافقية .. والبشر ينزعون نحو الاعتدال.. ومقال محمد فضل الله بالذات هو نموذج للتأويلية التي تميزالخطاب الشيعي تاريخيا.. فهو يقول لك " نُقل أنّ الأمين العام لحزب الله صرح... " ثم يردفها بجملة "بغضّ النظر عن دقة النقل فان شيعة لبنان يفكرون كذا وكذا" .. اي ان ما هي رواية غير موثوقة وربما هي رغبة من خيالات الكاتب تتحول بتعميم قسري الى حدث ثم الى حقيقة تاريخية !!  

باختصار .. محمد فضل الله يريد ان يقنعنا وعبر خطاب تأويلي قاسر للاحداث بأن حزب الله لايؤيد الاحزاب الشيعية في العراق .. وانه غير طائفي في مواقفه .. لِيسار الكافيار اللبناني .. ولعبد الباري عطوان .. ولمشاهدي قناة المنار ان يصدقوا ذلك .. اما نحن فلا نصدق الخطابات التأويلية .. موقف حزب الله الاخير من احداث سوريا واحداث البحرين لا يدع اي مجال للشك بطائفية حزب الله .. حزب الله الذي نظم يوم امس في بيروت مؤتمر لدعم الشيعة في البحرين .. والادهى انه دعى لهذا المؤتمر احمد الجلبي عراب الاحتلال واحد المسؤولين عن "عار الشيعة في العراق" .. وقد نقلت قناة المنار فعاليات المؤتمر وكلمة الجلبي بالمباشر .. ومحمد فضل الله يقول لنا ان حسن نصر الله، في اجتماع داخلي صَرّح وبُعيد حرب 2006 : «لقد غسلنا عار الشيعة في العراق»!! فمن نصدق  الخطابات التأويلية ام الوقائع ؟؟

 مهمة حسن نصر الله في الايام القادمة ستكون صعبة ..خصوصا بعد استضافته "لابن العلقمي" بالامس .. فهو لا يحتاج فقط لغسل عار الشيعة في العراق .. ولكنه سيحتاج لكل ماء البحر لغسل عار الشيعة في لبنان !!

هناك 4 تعليقات:

  1. غير معرف12 أكتوبر, 2011

    ". فما فعلته المقاومة العراقية بالجيش الامريكي خلال سنة احتلال هو اهم من كل ما قام به حزب الله خلال عقود"
    من تقصد بالمقاومة ؟ فالشعب قد انكوى من هذه المقاومة اكثر مما انكوت لبنان من حزب الله

    ردحذف
  2. غير معرف14 أكتوبر, 2011

    أوافق على التعليق أعلاه.. فمن حقنا عليك يا كريم أن نقول لك: "ريجع ريجع" أي "لحظة.. لحظة!" بلغة أحفاد إسحاق..

    ما تسميه بالمقاومة العراقية لم يختلف صوريا أو فعليا في فظائعه وخطاياه عن حزب الله، فملاحقته لعناصر جيش لبنان الجنوبي وكأنهم جرذان يستحقون السحق لا تختلف عن اغتيال "المقاومة العراقية" لكل من عدته في أشد خيالاتها جموحا "عميلا" للأميركيين.. وسكوتهم عن العلاقة الطيبة التي جمعت رؤساء عشائر الأنبار وصلاح الدين بالقادة الأميركيين لا يختلف عن التعتيم التاريخي على أحداث فاصلة تاريخيا مثل "إيران غيت".. وهكذا.

    التطرف الإسلامي هو دوما ملة واحدة، تعتمد الكذب والتزوير واستغلال العواطف في سبيل استجماع المزيد من القوة والنفوذ والاستبداد.. نأسف جدا لأنك انحزت لهؤلاء الملثمين ذوي الأيادي الدامية، ونسأل الله أن يهديك إلى صراط الموضوعية الذي كثيرا ما اعجبنا بالتزامك به.

    متابعك طويل الأمد
    صباح هاشم

    ردحذف
  3. غير معرف18 أكتوبر, 2011

    ان الكاتب لم يقصد المقاومه الزرقاويه او القاعديه بل المقاومه الوطنيه وحدد الفتره بسنه واحده من تاريخ الاحتلال اي قبل ان تباع المقاومه وتشترى...ولااعتقد ان من العدل والانصاف ان ننكر وجود المقاومه الشريفه وكان العراق خالي تمامامن اي انسان له حس وطني وشريف

    ردحذف
  4. غير معرف23 أكتوبر, 2011

    المدون كريم وفى و كفى بمقاله هذا و غيره بالتصدي لمنطق رجال الدين الشيعة و غيرهم لأنهم عندما  يستخدموا ادوات اللف و الدوران و التأويل محاولين تضليل الحقائق و كما فعل السيد محمد فضل الله و التي عبر عنها المدون( لغة تحتاج الى مترجم) محاولين الوصول الى الهدف المنشود كعرابين و محللين و مبررين  لعمامة حكم الوالي الفقيه كما هو حالياً في ايران و العراق المحتل من قبل ايران .
    هدفهم طبعاً مملكة البحرين العصية عليهم انشاء الله   بهذه المؤتمر الفاشل و الذي دعى له حزب اللاة العميل الايراني  المشهور احمد الجلبي ليعلم اجياله دروس عن وطنية ابن العلقمي و  دروس ايضاً في كيفية سرقة البنوك .
    اقول طيح الله حظ هذا الحزب و عرابه على هذا الاختيار المخزي لهذا ال ابن ال .
    هي إرادة  الله دائماً ان يعمي بصيرة هؤلاء الدجالين والمخزعبلين  بهذا الاختيار السئ لهذا الذيل العميل .
    ايران هي رأس الافعى الخطير والاكبر و الالعن على آلامه العربية  والاسلامية بما تقوم به من إثارة للطائفية في الوطن العربي و الاسلامي فهي تثيرها بشتى أنواعها القذرة لانها دولة متخلفة و المتخلف اساليبه قذرة لانه لديه ادوات الدجل و الشعوذة التي تؤهله لهذا الدور ولان شماعته جاهزه  و هي المقاومه و فلسطين و الواقع يقول ان ايران و ذراعها حزب اللاة على العكس خدموا اسرائيل و ببطولات دينكاشوتيه  و وهميه خسرت لبنان من خلالها المليارات و اكثر من 1400 قتيل مع الوساطات و التوسلات لإسرائيل بوقف الحرب و فوق هذا وذاك خرجوا علينا مدعين الانتصار بالتحرير الوهمي لأرض جرداء كانت عبئ امني على اسرائيل .
     ما اسرائيل فهي تطيب خاطرهم من خلال أجهزتها الاعلاميه و تعترف بما حققته المقاومه الفاشوشية لكي يستمر حزب اللاة بزعزعة الأمن القومي العربي  بارخص الأثمان .
    ايران و ربيبتها حزب الله  و سوريا الضبع و ايرانيها الجاثمين على العراق و ببركة امريكا و سكوت اسرائيل هو الدليل على ان هؤلاء يقومون بواجبهم كعامل رئيسي لابتزاز الدول الخليجيه العربية و كذلك العربية لصالح اسرائيل و الدول الغربية من ورائها .
    اقامة الخميني في فرنسا و هبوطه محرراً لإيران بعد طرد الشاه بطائرة بوينك الفرنسية ليست لوجه الله ثم الطايح الحض صديم و حثالته و حثالة الحثاله الحاليين في العراق الفارسي و الحثالات التي تنتسب زوراً و بهتاناً لرسولنا العربي .
    خميني خامئني سستاني خوئي صدر حكيم صولاغ جواد مالكي جعفري الخ هولاء ايرانيون وأي واحد يتعاطف معهم لا يمتون لنا او للعروبه بأي صلة .
    امجاد مشتركه , مصير مشترك , اوهام مشتركة , اصل مشترك , عقيدة مشتركة , كلها غير موجودة .
    ليش انقشمر انفسنا بها .
    الواقع امام أعيننا  و ليس المحكيات كما قرأناها في هذه المدونه هي الاساس في حكمنا على ما يحاك لامتنا العربية و الاسلامية بمساعدة هؤلاء الأوغاد  و ليست القصص التاريخية المفبركة التي تجعل كواداً و لصاً يدعى لمؤتمر في بلد مدمر من قبلهم و هو لبنان  لزعزعة نظام عربي في البحرين ليضيفوه لقائمة الدول الحقيرة التي يحكمها سرسريه و حراميه  ايران و يذهبون بعضهم  للعلاج للولايات المتحده و معهم مصاريف كاش مليوني دولار بأمر من مالكي و شعبهم يعيش على مخلفات المزابل بلا ماء و لا كهرباء و فوق هذا و ذاك يلطمون زوراً و بهتاناً على الحسين  (رضي الله عنه).
    اقول لعنة الله على المقبور صدام حامي البوابه الشرقيه كما كان يدعى و خدع العرب بشعاراته الغبية لانه هو و الخميني كانوا ادوات تسلط  هولاء الذين يبتزوا امتنا العربية حالياً و يلعبوا بمقدراتنا .
    ندعوا الله ان يكون مصير هؤلاء حكام ايران و عملائها في المنطقه ليس اقل مما استحقه المجرمان صدام و القذافي .  
     

    ردحذف