2014/01/31

الهمرات تعرف الحقيقة .. الحسين يوزع الكوكا كولا على اطفال الفلوجة !!


وكالة انباء رويترز نشرت قبل ثلاثة ايام خبر يقول ان ادارة اوباما ابلغت الكونجرس بخطط بيع طائرات هليكوبتر اباتشي هجومية لجيش نوري المالكي "بعد تقديم ضمانات للكونغرس بشأن كيفية استخدام الطائرات".. رويترز تقول ان تعطل بيع هذه الطائرات سابقا كان"بسبب بواعث قلق لدى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يتعلق بما اذا كانت الولايات المتحدة تستطيع الحصول على ضمانات كافية لعدم استخدام الطائرات في غير الاغراض التي خصصت لها".

عليك ان تكون ملما بزوايا المطبخين الامريكي والعراقي لكي تفهم تَمَنُّع الكونغرس الامريكي السابق وموافقته المشروطه قبل ثلاثة ايام.. اعتراض الكونغرس السابق على صفقة الطائرات كان من اجل عيون اكراد العراق.. اكراد العراق هم من عطلوا صفقة الطائرات هذه سابقا.. لانهم يخافون من وقوع هكذا العاب فتاكة بيد دكتاتور زعطوط.. اما وقد ظهر جليا للادارة الامريكية ان جيش المالكي ذو المليون شروكي هو جيش قرقوزي قادر على اللطم والبزخ فقط.. اما وقد ظهر للادارة الامريكية ان اهالي الانبار الذين اهانوا الدبابة ابرامز ذات احتلال يهددون اليوم آمن المنطقة الخضراء التي تضم اكبر سفارة امريكية في العالم.. فأن اعتراضات الاكراد لم تعد ذات قيمة.

خطر صحوة المارد السني في العراق اليوم يهدد بقلب كل حسابات امريكا في المنطقة.. والاولوية الامريكية اليوم هي لمنع ذلك.. السُني العراقي يتظاهر سلميا سنة كاملة ولكنه لا يظهر على شاشات الرصد الامريكية ويغيب تماما عن وسائل اعلامها.. ولكنه ما ان يحمل البندقية دفاعا عن نفسه حتى ترسل الـ "سي ان ان" كبار مراسليها الى العراق.. كما قلت سابقا : امريكا لا تحترم ولا تصغي الا لمن يحمل بندقية !  

اما الكلام عن تقديم ضمانات للكونغرس لعدم استخدام الاباتشي في غير الاغراض التي خصصت لها".. فهي جُمل لذر الرماد في العيون.. جُمل فيها ما يشبه حياء وتَمَنُّع العاهرات.. جُمل وقحة.. كما لو ان هناك اغراض انسانية للاباتشي مثل توزيع قناني الحليب على الاطفال.. او اسقاط "كواني" الرز الامريكي على عوائل الفلوجة النازحة !! الاباتشي هي آلة قتل.. واغراض وطريقة استخدام هذه الاله يحددها المستخدم في نهاية الامر.. وليس البائع.. هذه الحقيقة يعرفها الجميع.. حتى الهمرات الامريكية تعرف هذه الحقيقة.. الهمرات التي حولها "جيش يا حسين" الى اداة لسحل الاسرى وتعذيبهم حتى الموت كما يظهر في الفلم التالي.


هل شاهد اعضاء الكونغرس الامريكي هذا الفلم البشع ! ام ان الكونغرس الامريكي نسى ان يأخذ من "جيش يا حسين" ضمانات كافية لعدم استخدام الهمرات "في غير الاغراض التي خصصت لها"!! من يدري.. ربما هناك نواب في الكونغرس الامريكي اعتقدوا ان الهمرات ستلتزم من تلقاء ذاتها بأتفاقيات جنيف بخصوص معاملة الاسرى! هذا هو "الجيش الطائفي" الذي شكلته امريكا.. وهذه هي جرائمه التي لاتجد لها مكانا في الاعلام الامريكي.. وهذا هو "الجيش" الذي ستزوده امريكا غدا بالطائرات. 

فابشروا اذا.. فالحسين الذي جاء بالامس على ظهر الدبابة ابرامز.. الحسين الذي يقود اليوم همر امريكي وينتقم من احفاد يزيد بـِ همر امريكي.. سيمتطي غدا "صهوة" الاباتشي لتوزيع قناني الحليب والكوكا كولا على اطفال الفلوجة !!  

2014/01/12

مسألة سنية أم مشكلة شيعية ؟ في إنتظار غودو !

نشر سرمد الطائي مؤخرا مقال عن الاحداث التي جرت في الانبار يدعو فيه الشيعة الى فهم ما يسميه بالمسألة السنية.. وهو يضيف ان العراقيين لن "يهنأوا اذا كان السنة في غرب العراق يعانون الهوان على يد داعش اوعلى يد رئيس حكومة تنقصه الحكمة".. تنتهي من قراءة مقال سرمد الطائي وتخرج بحصيلة ان المشكلة في العراق اليوم هي مشكلة سنية.. وهذه المشكلة السنية سببها طرفان : الاول داعش والثاني وهنا امنحوني بعض انتباهكم رجاءً.. الطرف الثاني هو "رئيس حكومة تنقصه الحكمة" !!  

كل كاتب يتطرق للمشهد العراقي الحالي من دون ان يرتفع بالمفردات من استخداماتها الكليشاتية السائدة الى مستواها الاصطلاحي.. هو عرضحالجي.. بمعنى انه كاتب كليشات.. كل كاتب يختصر احداث الانبار بداعش ورئيس وزراء هو ايضا عرضحالجي.. كل كاتب  يتطرق للمشهد العراقي الحالي من دون ان يطرح سؤال "متى ظهرت "القاعدة" او "داعش" في العراق هو عرضحالجي .. فمفردات القاعدة وداعش هي كليشات طالما ان مجترها لا يقول لنا ما هي الاسباب التي انتجت هذه الظواهر في العراق.. قد يحصل ان هذا العرضحالجي يكتب في صحيفة فخري كريم السيئ الصيت ويتكلم عبر فضائية ال سعود المبتذلة.. ولكن كل هذا لا يمنحه صفة المحلل طالما انه يجتر الكليشات ويتجنب طرح الاسئلة الاساسية.

 التشخيص هو الاستدلال بأعراض المرض من اجل الوصول الى اسباب المرض.. اما التوقف عند الاعراض وتجاهل الاسباب فهو عمى فكري مضر بصحة المريض.. من هنا فأن الكاتب الذي يختصرمشكلة العراق الحالي بسالفة داعش ورئيس حكومة تنقصه الحكمة هو عرضحالجي.. من حق هذا العرضحالجي ان يشخبط كما يريد ولكن ليس من حقه ان يستهتر بعقولنا قائلا ان المشكل في العراق هي "المسألة السنية".

"داعش" وقبلها "القاعدة في العراق" هي كليشات.. كليشات قاتلة ومدمرة نعم.. ولكن تدميريتها ناتجة بالتحديد من كونها لم تفهم وتشخص بصورة صحيحة.. لم تُحلل علاقاتيا.. بمعنى فهمها داخل الاطار العراقي العام الذي انتجها.. ومن دون هذا الفهم الشامل للظاهرة فأنها ستستمر بالتدمير والقتل.. واستمرار الطرح الكليشاتي هو عامل مساعد في مسار عجلة التدمير والقتل.. وبهذا الاطار العراقي العام فأن "المسالة السنية" اذا جازت التسمية لا يمكن فصلها عن المشكلة الشيعية.. بمعنى ان الاسلام السياسي السني في العراق اليوم هو رد فعل على الاسلام السياسي الشيعي.. كل من لم يفهم ذلك بعد فهو "يخوط بصف الاستكان" كما يقول التعبير العراقي.. انها قوانيين الفيزياء السياسية.. ومن لا يفهم قوانيين الفيزياء السياسية لايستطيع بناء مجتمع وبالتالي لا يستطيع بناء دولة.

رئيس الحكومة الذي يسمي نفسه مختار العصر.. رئيس الحكومة الذي يُشبّه صراعه ضد خصومه بصراع الحسين ضد يزيد.. مثل هكذا رئيس حكومة هو ليس "رئيس حكومة تنقصه الحكمة" كما يقول لنا سرمد الطائي بلغة العرضحالجية.. لا، لا .. رئيس الحكومة الذي يستخدم هذه اللغة الطائفية هو ارهابي منتج  للعنف والعنف المقابل.. لا ننتظر من مقتدى الصدر او عمار الحكيم فهم هذه المسلمات الفكرية.. ولكننا بأنتظار ان يفهم "علمانيو" الشيعة قوانيين الفيزياء السياسية !!