2010/02/17

امنحوهم اربع سنوات اخرى

لو كنت ممن ينذرون النذور .. لنذرت نذرا عظيما لكي يفوز الاسلامجية الشيعة بالانتخابات القادمة .. نعم انا اتمنى من كل قلبي ان يفوز الاسلامجية الشيعة.. امنحي ايتها الاصابع البنفسجية اربع سنوات اخرى للسيستاني .. اربع سنوات اخرى فقط .. لا اطلب اكثر من ذلك .. اعرف ان الضرر الذي لحق بالعراق بسبب الاسلامجية الشيعة هائل .. واعرف ان الثمن الذي سيدفعه العراق جراء بقائهم في السلطة اربع سنوات اخرى سيكون كبير .. ولكن يبدوا ان الثمن على قدر الغباء السائد.

بقاء الاسلامجية الشيعة اربع سنوات اخرى .. سيعني حتميا اربع سنوات فساد .. واربع سنوات فساد اخرى تعني سقوط نهائي لكل شعارتهم .. وبالتالي انتفاء قدرتهم على الشحن الطائفي .. وهنا يكمن شرط ظهور احزاب وطنية عابرة للطوائف .. لن يكون هناك احزاب وطنية "عبرطائفية" علمانية في العراق ما لم يفشل خطاب الاسلامجية الشيعة فشلا ذريعا .. ولن يكون هناك فشل ذريع من دون سنوات فساد اخرى .

بعض التحليلات ترجح خسارة الاسلامجية في الانتخابات القادمة .. ونفس التقديرات التي تتنبأ بخسار الاحزاب الشيعية تقول ايضا ان القائمة العراقية ستكون الرابح الاكبر.. لذلك فان ايران قد نصحت الاسلامجية الشيعة باعادة استخدام السياسة الضدية من جديد .. من هنا الفزاعة البعثية اليوم .. فالضدية هي "برنامج" من لا يمتلكون برنامج سياسي .. انا اعتقد ان أي فوز لعلمانية "النص ردن" التي يمثلها علاوي سيكون بمثابة "استراحة محارب" للاسلامجية الشيعة .. اي فوز لقائمة علاوي في هذا التوقيت سيكون مظلة انقاذ للاسلامجية الشيعة .. ومصلحة العراق تقتضي سقوطهم سقوط حر.. واربع سنوات اخرى ستساهم في ذلك.

لك ان تجند كل الائمة والقديسين .. لك ان تجتر ليل نهار خطب وخطابات نهج البلاغة.. لك ان تدعي انك من "فروخ النبي" .. ولك ان تدعي انك تملك وكالة مفاتيح الجنة ودكاكين صكوك الغفران .. ولك بعد هذا وذاك ان تستخدم الفزاعة البعثية لكي ترتجف الاصابع البنفسجية من جديد وتنتخبك .. لك كل هذا .. ولكن بما انك فاسد .. بما انك في الواقع حرامي .. فان الناس لن تصدقك .. طالما انك حرامي وفاسد ومن العيار الثقيل .. فان خطابك مصاب بمرض فقدان القدرة على الاقناع.

في السابق كانوا يقولون للفقير الشيعي انت فقير لانك شيعي في دولة يحكمها السنة .. اليوم وبعد سبعة سنوات فساد ما عاد الفقير الشيعي يصدق تلك الحجة .. الشيعي فهم اخيرا .. ومتأخرا جدا.. ان حكومة من نفس مذهبه ليست بالضرورة حكومة "المعذبين في الارض" كما وعدته الشعارات .. وكثير من الشيعة يقبلون اليوم حقيقة ان الحكومة الشيعية الحالية هي افسد حكومة عرفها تاريخ العراقي المعاصر.. وهذا ورب الكعبة انجاز تاريخي .

نعم ان يفهم الشيعي .. ولو بعد خراب البصرة .. ان حكومة من نفس طائفته لا تعني بالضرورة حكومة ملائكة .. هو انجاز تاريخي .. ان يعي الفقير الشيعي ان فقره السابق لم يكن بسبب كون الحاكم سني .. هو تفكيك لـِ عقدة الضحية الالفية المكونة للسايكولوجيا الشيعية الباثولوجية .. وان يشاهد الفقير الشيعي "فروخ النبي" في دور اللصوص طوال اربع سنوات اخرى قادمة .. فذلك سيشكل ضربة قاصمة لمحكية المظلومية التي قتلت العراق .. فامنحيهم ايتها الاصابع البنفسجية اربع سنوات اخرى !

هناك تعليقان (2):

  1. تحية و احترام مقال جميل في الفكرة و الاسلوب و ان كنت لا اتفق مع فرضية ان 4 سنوات اخرى ستعني فساد اكثر و ستعني اشياء اسواء و ستنتج قطيعة تاريخية مع الاسلام السياسي الشيعي. الانسان مخلوق قابل للتطور و الحرامية يطورون اساليبهم و السيد السيستاني ينصح مقلديه ان يختاروا الافضل و هناك شعار سري انتخابي يتم تداوله بين الاخوة الشيعة مفاده ان من الافضل اعادة انتخاب المالكي و جماعته ائتلاف دولة الفافون باعتبارهم حرامية شبعوا و هم افضل من انتخاب حرامية جدد لان المالكي و جماعته شبعوا من السرقة بينما الحرامية الجدد يعني قضاء سنوات صعبة جديدة لاشباع نهمهم
    على العموم و ما دام المفوضية على طريقة منا و بينا و من عدنا يا نور العين فالمالكي و الاحزاب الشيعية فائزة لا محالة فلا تتعب نفسك يا اخي بالدعوات و التمنيات فامنياتك واقع متحقق بكل تأكيد و كل انتخابات و انتم و امريكا و ايران بالف الف خير
    ابو يحيى العراقي

    ردحذف
  2. ليس دفاعنا عن الحكومه لكن ماذا تنتظر من شعب قمع لمده ٣٥ سنه ان ينتخب حكومه ليبراليه او علمانيه بالطبع لا سينتخب من يقول له انه يستطيع ان يمارس عاشوراء دون ضغوط

    ردحذف