The difference between a politician and a statesman is that a politician thinks about the next election while the statesman think about the next generation
James Freeman Clarke
الفرق بين السياسي ورجل الدولة هو أن السياسي يفكر في الانتخابات القادمة ..اما رجل الدولة فهو يفكر في الجيل القادم" . هذه المقولة هي للكاتب الأمريكي جيمس فريمان كلارك .
هناك "كاتب" عراقي نشرها على صفحته في تويتر من دون ان يذكر مصدرها.. الى الآن الأمر ليس بخطير .. طالما انه لم يدعي صراحة ان هذه المقولة له .. وكما يحصل في "الكيمياء" التويترية .. قامت احدى المغردات باعادة نشر تغريدة "صاحبنا" معتقدة أن هذه المقولة من ابداعه.. وهنا اعاد "صاحبنا" تغريدة الاعجاب على صفحته من دون أن يوضح لها ان هذه المقولة ليست له.. وهنا يصبح الأمر خطير .. ففعل السرقة الضامر في التغريدة الاولى يتحول الى فعل سرقة صريح عند اعادة تغريدة الاعجاب .. وهو بذلك يرتكب جريمتين .. الاولى هي السرقة "الادبية" بعدم ذكر مصدر المقولة في تغريدته الاصلية .. والثانية التبختر بالسرقة أمام الآخرين.. الادهى من هذا وذاك هو أن صفحة هذا الكاتب مليئة بتغريدات التنديد بالساسة الحرامية الذين نهبوا العراق .. لا بل ان المقولة التي أوردها من دون ذكر المصدر كانت تنديدا بتقلبات هؤلاء الساسة الذين بدأوا يحضرون للانتخابات القادمة.
هذا الاستغفال للذات وللسذج.. هذا الكذب على الذات قبل الكذب على الآخرين .. هذا الاستعراض الكاذب "للعضلات" الفكرية.. ماذا اقول ؟؟ كيف تريدون بناء وطن بخشب عفن ؟ ما الفائدة التي سيكسبها البلد اذا بدلنا حرامية مصارف بحرامية افكار .. لماذا يصعب عليك أن تنسب الأفكار لأصحابها .. وإذا كنت غير قادر على التصرف بمسؤولية مع الكلمات .. فكيف ستتصرف بمسؤولية مع اشياء اخطر مثل أموال الناس والسلطة .. ثم لماذا تلوم وتنتقد سراق المال العام وانت تسرق مقولات ومقالات غيرك ..كيف تنتقد التفافات الساسة المهرجين مع اقتراب موعد الانتخابات وانت تتصرف كـ "الامعة" تدور بمجرد "نسمة" آعجاب تويترية .. كيف تستخدم عبارات رنانة من مثل "رجل الدولة يفكر في الجيل القادم" وانت تكذب فقط للحصول على "لايك" !! قليل من الحياء يا رجل .. أ حرامي و تعظ !!
المعيار الذي يضعه جيمس فريمان كلارك للتمييز بين السياسي ورجل الدولة هو معيار بارع .. و يمكن استعارته في هذا الاطار للتمييز أيضا بين الكاتب والكويتب .. مما يعطينا الجملة الساخرة التالية: "الكاتب" يفكر "بالجيل القادم" .. اما الكويتب فهو يكتب وعينه على عدد المعجبين في "الانتخابات" التويترية.
المثل الانكليزي يقول : نصف العلم اخطر من الجهل.
