2024/01/15

اقتصاد الدم الإيراني


القصف الأمريكي للحوثيين يعري من جديد شعار "وحدة الساحات".. بايدن قال انها رساله لإيران .. فماذا كان رد ايران على هذه الرسالة .. مجرد تصريح على لسان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ادان فيه الضربات الجوية الأمريكية على اليمن .. مضيفا أن الهجوم كشف عن “طبيعة أمريكا العدوانية"!! كشف طبيعة امريكا العدوانية !! يا الهي.. مذهل هذا الاكتشاف!! الادانات الإيرانية مؤخرا اصبحت مثل ادانات الأمين العام للأمم المتحدة في كل مرة تنفجر “قنينة غاز" في احدى مدن العالم !!

 

 قبل أسبوعين نفذت إسرائيل عملية اغتيال في عقر دار حزب الله قتلت خلالها صالح العاروري القيادي في حماس .. ماذا كان رد فعل ايران ؟؟ بيان ادانه اخر أصدره الحرس الثوري الإيراني محذرا حزب الله  من عدم الانجرار الى الفخ الإسرائيلي .. بيان الحرس الثوري الإيراني قال بالحرف ان اغتيال صالح العاروري هي محاولة إسرائيلية لدفع "المقاومة للوقوع في خطأ استراتيجي بالحسابات". وأن "الصبر الاستراتيجي للمقاومة لن يخرج عن إطار العقلانية والمنطق"

 

عندما انتقد مسؤول في دولة خليجية هجوم حماس لأنه أدى الى تدمير غزة بالكامل وتهجير اكثر مليوني فلسطيني .. راحت ابواق ايران تنعته بالعمالة والتخاذل.. اما عندما يحذر قائد الحرس الثوري الايراني حزب الله من الوقوع  في الفخ الإسرائيلي .. فانه يتحول الى عبقري استراتيجي !! السؤال الاهم هو لماذا ايران "عقلانية" عندما يكون مصير حزب الله على المحك .. ولكنها شعاراتية امام السلوك الانتحاري لحماس ؟؟ ايران التي مولت ودربت حماس .. الم يكن بمستطاعها ان تحذر حماس من الوقوع في الفخ الإسرائيلي كما تفعل مع حزب الله اليوم ؟؟ خصوصا وان حماس اضعف بكثير من حزب الله .. لماذا لم تطالبها بالصبر الاستراتيجي ؟؟ لماذا تركت حماس تذهب في مواجهة إسرائيل رغم انها تعلم ان هذا موقف انتحاري نظرا لميزان القوى الغير متكافئ .. لماذا "ضحكت" ايران على حماس بشعار "وحدة الساحات" وتركتها بعد ذلك تواجه عاصفة القنابل الاسرائيلية لوحدها ؟؟ 

 

هل الدم الشيعي اثمن من الدم السني ؟؟ انا شخصيا لا اعتقد ذلك.. شيعي سني زيدي.. سيان .. انت بيدق "قابل للاشتعال" حين تقتضي المصلحة الايرانية والتوقيت الإيراني .. ولكل "بيدق" يومه .. ايران تعرف تمام المعرفة ان دخول حزب الله في حرب مع إسرائيل سيعني تدميره عسكريا .. بينما  الاستراتيجية الايرانية تريد ان تحتفظ به لمرحلة احرج "كعامل ردع" عندما يتطلب الامن القومي الإيراني ذلك.. حزب الله حصان ثمين لا تريد "حرقه" الان .. اما حماس فهي بيدق على رقعة الشطرنج الإيرانية  ضحت به من اجل إيقاف مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل.

 

في بداية الحرب العالمية الثانية وبعد ان اجتاح هتلر بولندا .. أعلنت فرنسا النفير العام وجندت الملايين من مواطنيها .. ولكن الجبهة الفرنسية الألمانية ظلت هادئة خلال اشهر.. في هذه الاشهر اصبح الاقتصاد الفرنسي شبه معطل .. لذلك طالبت الحكومة الفرنسية من وزارة الدفاع بوضع خطة عاجلة لتجنيد سبع فرق من الجنود الأفارقة من السنغال والجزائر والمغرب وبقية الدول الافريقية من اجل تسريح نفس العدد من الجنود الفرنسيين لخدمة عجلة الاقتصاد الفرنسي .. هذه الخطة سميت آنذاك بـ"اقتصاد الدم الفرنسي".

 

 ايران اليوم تعمل بسياسة اقتصاد الدم الإيراني .. الاقتصاد بالدم الإيراني .. ورعاع الشيعة من العرب والافغان هم "افارقة" ايران اليوم.. هي تمول وتدعم هؤلاء لكي يشاغبوا في منطقتنا لكي تبقى ايران ومدنها آمنة ..المدن والحواضر العربية تدمر واحدة بعد الاخرى تحت سجاد القنابل .. لكي تستمر طهران بخطاباتها الراديكالية في النهار وحفلات الحشيش والعربدة الجنسية في الليل.. جيل كيبل وهو باحث فرنسي بشؤون منطقتنا قضّى شبابه متنقلا بين القاهرة ودمشق وبيروت .. كيبل قال مؤخرا في لقاء تلفزيوني انه لم يشاهد في حياته حفلات "عربدة" كما شاهد مؤخرا في طهران.

 

 اكثر من أربعين عام خطابات اخلاقوية وفي نهاية المطاف طهران عاصمة للمخدرات والدعارة .. اكثر من أربعين عام والملالي يجبرون طلاب المدارس كل صباح على الصراخ بشعار الموت لإسرائيل والموت لأمريكا .. اما وان ساعة الجد قد حانت فانهم يلجئون لخطاب المنطق والعقلانية !! "طرزان" الإيراني بعبع امام دول الخليج .. ولكنه امام إسرائيل وامريكا مجرد وكالة انباء لإصدار بيانات الإدانة !!


 امام الجبان المسترجل على الضعيف، المثل الشعبي العراقي يقول ساخرا "ابويه ما يكدر بس على امي" !!