هناك مؤتمر مصالحة اخر .. يقال ان القوى المؤثرة في المقاومة لم تحضر.. ولكن هناك معلومات عن حضور وفد صغير يمثل كبار ضباط الجيش السابق .. ترى هل هناك جس نبض متبادل .. حضور خفي وتصريحات مستحية عن فتح باب الخدمة امام" الحرس القديم" .. المفاوضات السرية تبداء دائما بسقف منخفض يهيء الارضية والنفوس .. ماذا عن انسحاب العمامة الصدرية .. هل هو حقا بسبب حضور عناصر "بعثية" (كل من يختلف مع العمامة الصدرية هو "بعثي" رغم ان اغلب كوادرها هم من البعثيين !! عجيب امور غريب قضية) .. ام هو بسبب مشروع الاقصاء من بعض الوزارات بناء على طلب العم سام .. الصورة معتمة يصعب رؤية تفاصيلها.. هل ما زال هناك متسع من الوقت لتجبير خواطر متكسرة .. يا مصانع "الجبس" اغيثي.
هناك تحركات كواليس متسارعة في بغداد كما في واشنطن .. وهناك مشاريع جبهات جديدة وتكتلات اقصائية اخرى ومشاريع انقلابات مؤجلة .. ومؤتمر المصالحة هذا وتوقيته فيه اشارات، ان تأكدت، فهي توضح مفترق طرق في السياسة الامريكية .. ان تعود مطالب ضباط الجيش العراقي السابق، والتي لازالت تسمى "بعثية" ، الى قصر المؤتمرات وان تناقش هذه المطالب في لجان البرلمان .. هذا معناه ان بعض دوائر القرار الامريكية، وخصوصا الكوادر القديمة في وزارة الخارجية والسي أي اي، قد نجحت قليلا في تحريك مقود الآلة الثقيلة التي استحوذ عليها البنتاغون سابقا .. امريكا امبراطورية وحركات عجلتها السياسية الضخمة تحتاج الى فضاء واسع والى وقت اطول لكي تستدير .. في التحركات الاخيرة هناك ما يشبه بداية التفاف على المحور يسبق عادة الانطلاق في اتجاه اخر .. من يدري.
من كل تلك الضوضاء هناك معطى واحد لاغبار عليه .. معطى واضح كما الشمس ولا يغطى بغربال .. "العملية السياسية" في عراق ما بعد صدام والتي اشرفت امريكا على تزويقها قد فشلت وبانت كالحة بعيوبها.. هذا ما يقوله ولايقوله بشكل مباشر تقرير بيكر/ هاملتون .. نعم في العراق "عملية سياسية" لاتعمل .. وهي ان عملت على شيء فهو تدميرها للنسيج الاجتماعي العراقي .. تلك الحقيقة يعرفها المواطن العراقي العادي منذ السنة الاولى للاحتلال .. بارونات الحرب الامريكية احتاجت الى مايقرب الاربع سنوات لكي تتقبل على مضض هذة الحقيقة .. تقرير بيكر/هاملتون ما هو الا ذر رماد في العيون .. وكل المشاكل التقنية التي يقدمها التقرير كاسباب للفوضى وكل التقديرات اللوجستية التي يقدمها كحلول ما هو الا ذر رماد في العيون .. الفشل سياسي قبل ان يكون امني.
علينا ان نتذكر بأن الساسة هم اناس لايقولون دائما ما يفكرون به او ينوون فعله .. هذا هو درس ميكيافيلي للامير .. اللقاءات المكوكية الاخيرة ، اصطفافات الساسة العراقيين امام البيت الابيض ، التصريحات السياسية المستحية من واشنطن مرورا بلندن فبغداد .. ربما تدل على ان "الفيل" قد استمع الى ما قالته "الفأرة".. يقال ان جيمس بيكر واثناء اعداده لتقريره الاخير التقى طارق عزيزالمعتقل "ليستشيره"..البعض يقول ليستخدمه كوسيط مع البعثيين .. اتصور شماتة طارق عزيز وهو امام بيكر .. اتصور كلام "الفأرة" المعاتبة "للفيل" : الذنب ذنبك يا فيل .. لم ترضى بشوارب صدام فحصلت على لحية "الملا" .. قلت لك ذلك كثيرا فيما مضى ولكنك لم تستمع لنصيحتي .. لك الان ان تختار بين "شوارب البعث" او لحى الملالي .. وشارب واحد افضل من عشر لحى على المنبر تتشابك في حيص بيص .. وانت قد جربت الاثنين الان وعليك ان تختار .. اعرفك براغماتيا يا فيل .. اذا لا تتعب نفسك فهذا العراق ليس فيه غير شوارب ولحى.
نعم .." الشوارب" البعثية فعلت كل ما في وسعها لكي يصل العراق الى هذا الفقر في البدائل : اما شوارب او لحى .. العراق الذي يحوي اكبر نسبة مهندسين في المنطقة قياسا لسكانه (وهذه ليست جملة خطابية ولكنها مؤشر يستخدمه اخصائي التنمية في الامم المتحدة كمعيار للكفاءة البشرية) حولته سياسة الارض المحروقة الصدامية الى خواء سياسي : فانعدام حقل سياسي عراقي هو ما مكن العمامات من الاستحواذ على الشارع العراقي.
في السياسة الامريكية الحسابات والخطط جاهزة ولا شيء يأتي صدفة .. وهذا لايعني، لحسن الحظ او لسوءه، ضرورة نجاح تلك الحسابات والخطط .. خسارة "الفيل" امام "الحمار" في الانتخابات النصفية للكونغرس الامريكي كانت متوقعة منذ فترة طويلة ولجنة بيكر/ هاملتون كان يراد لها ان تكون "مظلة انقاذ" تحفظ ماء وجه "الفيل" الساقط في "مستنقع" العراق .. تراي اند ايرور .. اخطأ وجرب من جديد .. هو جوهر العقلية الامريكية البراغماتية .. حقل تجارب عندهم هو حقل السياسة العراقية .. فئران تتبع فئران .. ارى فئران قد شاخت وحان وقت طردها .. ويحكى ان هناك "فأر بلا شوارب" مستعد للانقلاب .. والحبل علجرار.
آه وآه يا وطن .. تحيط بك البنادق من كل الجهات .. وانت محاصر باغبياء يمتلكون اسلحة كثيرة وعقول صغيرة .. فيّلة وحمير وفئران .. لك الله يا وطن.
هناك تحركات كواليس متسارعة في بغداد كما في واشنطن .. وهناك مشاريع جبهات جديدة وتكتلات اقصائية اخرى ومشاريع انقلابات مؤجلة .. ومؤتمر المصالحة هذا وتوقيته فيه اشارات، ان تأكدت، فهي توضح مفترق طرق في السياسة الامريكية .. ان تعود مطالب ضباط الجيش العراقي السابق، والتي لازالت تسمى "بعثية" ، الى قصر المؤتمرات وان تناقش هذه المطالب في لجان البرلمان .. هذا معناه ان بعض دوائر القرار الامريكية، وخصوصا الكوادر القديمة في وزارة الخارجية والسي أي اي، قد نجحت قليلا في تحريك مقود الآلة الثقيلة التي استحوذ عليها البنتاغون سابقا .. امريكا امبراطورية وحركات عجلتها السياسية الضخمة تحتاج الى فضاء واسع والى وقت اطول لكي تستدير .. في التحركات الاخيرة هناك ما يشبه بداية التفاف على المحور يسبق عادة الانطلاق في اتجاه اخر .. من يدري.
من كل تلك الضوضاء هناك معطى واحد لاغبار عليه .. معطى واضح كما الشمس ولا يغطى بغربال .. "العملية السياسية" في عراق ما بعد صدام والتي اشرفت امريكا على تزويقها قد فشلت وبانت كالحة بعيوبها.. هذا ما يقوله ولايقوله بشكل مباشر تقرير بيكر/ هاملتون .. نعم في العراق "عملية سياسية" لاتعمل .. وهي ان عملت على شيء فهو تدميرها للنسيج الاجتماعي العراقي .. تلك الحقيقة يعرفها المواطن العراقي العادي منذ السنة الاولى للاحتلال .. بارونات الحرب الامريكية احتاجت الى مايقرب الاربع سنوات لكي تتقبل على مضض هذة الحقيقة .. تقرير بيكر/هاملتون ما هو الا ذر رماد في العيون .. وكل المشاكل التقنية التي يقدمها التقرير كاسباب للفوضى وكل التقديرات اللوجستية التي يقدمها كحلول ما هو الا ذر رماد في العيون .. الفشل سياسي قبل ان يكون امني.
علينا ان نتذكر بأن الساسة هم اناس لايقولون دائما ما يفكرون به او ينوون فعله .. هذا هو درس ميكيافيلي للامير .. اللقاءات المكوكية الاخيرة ، اصطفافات الساسة العراقيين امام البيت الابيض ، التصريحات السياسية المستحية من واشنطن مرورا بلندن فبغداد .. ربما تدل على ان "الفيل" قد استمع الى ما قالته "الفأرة".. يقال ان جيمس بيكر واثناء اعداده لتقريره الاخير التقى طارق عزيزالمعتقل "ليستشيره"..البعض يقول ليستخدمه كوسيط مع البعثيين .. اتصور شماتة طارق عزيز وهو امام بيكر .. اتصور كلام "الفأرة" المعاتبة "للفيل" : الذنب ذنبك يا فيل .. لم ترضى بشوارب صدام فحصلت على لحية "الملا" .. قلت لك ذلك كثيرا فيما مضى ولكنك لم تستمع لنصيحتي .. لك الان ان تختار بين "شوارب البعث" او لحى الملالي .. وشارب واحد افضل من عشر لحى على المنبر تتشابك في حيص بيص .. وانت قد جربت الاثنين الان وعليك ان تختار .. اعرفك براغماتيا يا فيل .. اذا لا تتعب نفسك فهذا العراق ليس فيه غير شوارب ولحى.
نعم .." الشوارب" البعثية فعلت كل ما في وسعها لكي يصل العراق الى هذا الفقر في البدائل : اما شوارب او لحى .. العراق الذي يحوي اكبر نسبة مهندسين في المنطقة قياسا لسكانه (وهذه ليست جملة خطابية ولكنها مؤشر يستخدمه اخصائي التنمية في الامم المتحدة كمعيار للكفاءة البشرية) حولته سياسة الارض المحروقة الصدامية الى خواء سياسي : فانعدام حقل سياسي عراقي هو ما مكن العمامات من الاستحواذ على الشارع العراقي.
في السياسة الامريكية الحسابات والخطط جاهزة ولا شيء يأتي صدفة .. وهذا لايعني، لحسن الحظ او لسوءه، ضرورة نجاح تلك الحسابات والخطط .. خسارة "الفيل" امام "الحمار" في الانتخابات النصفية للكونغرس الامريكي كانت متوقعة منذ فترة طويلة ولجنة بيكر/ هاملتون كان يراد لها ان تكون "مظلة انقاذ" تحفظ ماء وجه "الفيل" الساقط في "مستنقع" العراق .. تراي اند ايرور .. اخطأ وجرب من جديد .. هو جوهر العقلية الامريكية البراغماتية .. حقل تجارب عندهم هو حقل السياسة العراقية .. فئران تتبع فئران .. ارى فئران قد شاخت وحان وقت طردها .. ويحكى ان هناك "فأر بلا شوارب" مستعد للانقلاب .. والحبل علجرار.
آه وآه يا وطن .. تحيط بك البنادق من كل الجهات .. وانت محاصر باغبياء يمتلكون اسلحة كثيرة وعقول صغيرة .. فيّلة وحمير وفئران .. لك الله يا وطن.