نشر كويتب شيعي مؤخرا مقال عنوانه "إنجازات الشروكية في حكم العراق" يقول فيه ان مفردة شروكية "هي مفردة جغرافية يقابلها في المجال الجغرافي العام وفي المجال الاجتماعي الخاص في العراق مفردة " الغربية ". واذا كان المعني بوصف الشروكية ابناء المناطق الشرقية في الجنوب والفرات الاوسط وامتداداته في بغداد فان وصف الغربية يشيرالى محافظات الانبار والموصل وتكريت.. وهو يضيف بعد ذلك "ان استخدام وصف الشروكية القصد منه النيل من كرامة ومكانة الغالبية الساحقة للشعب العراقي" وهو يقصد الشيعة.
ما لا يعرفه هذا الكويتب هو ان مفردة "الشروكية" ليست مقابل جغرافي لمفردة "الغربية".. وبالتالي فليس هناك بعداً طائفيا لمفردة الشروكية.. اي انها ليست نعتا تحقيريا ابتدعه السنة.. فمفردة الشروكية ومضمونها التحقيري تاريخيا هي تسمية استخدمتها عشائر الفرات الاوسط الشيعية لنعت العشائر الشيعية القاطنة الى الشرق منها قرب دجلة.
وهذا ما يؤكده علي الوردي في كتابه " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي" حيث يقول: " ينبغي ان نذكر ان قبائل الفرات الاوسط تنظر الى قبائل دجلة القاطنة الى الشرق منها نظرة لاتخلوا من احتقار.. وهي تطلق عليها اسم "الشروقيين" نسبة الى الشروق اي الشرق"(ص. ١٦١) و"ان قبائل الفرات الاوسط تنظر الى المعدان مثل نظرتها االى الشروقيين" (ص. ١٦١).. وعلي الوردي يضيف بنظرة قِيَميّة شائعة في كتبه ولا تمت لعلم الاجتماع بصلة :" يبدو ان قبائل الفرات الاوسط لها بعض الحق في احتقار المعدان .. فالمعدان لم يستطيعوا ان يحافظوا على القيم البدوية" ويضيف مستشهداً بالكاتب البريطاني ثيسيغر ان "لهم سمعة واسعة باللصوصية" (ص. ١٦٢). انتهى.
اذا وخلافا لما يعتقده كويتبنا فان مفردة "شروكية" هي نعت تحقيري صادر من قبل شيعي بحق شيعي اخر.. وثانيا، ان تحليل مفردة "الشروكية" يكشف عن مناطقية متورمة تاريخيا في الجنوب.. وهذا ما تحاول ان تخفيه المحكية الشيعوية الحالية من خلال منح مفردة الشروكية بُعداً مذهبيا طائفيا.. وثالثا، فان الشيعة ليس كلهم شروكية .. فهناك كان دائما فرقا اجتماعيا واقتصاديا ومعنويا بين "السادة" وعبيد السادة.
كويتبنا يعتقد ان المالكي وعادل عبد المهدي هم شروكية من هنا تراه يتكلم عن حكم الشروكية اليوم.. في حين ان اجداد هولاء في الفرات الاوسط هم اول من استخدم المفردة تحقيرا للشروكية .. اقرأوا التاريخ قليلا ياسادة .. او يا عبيد "السادة" !