قبل يومين القى حسن نصر الله خطابا بمناسبة المولد "النبوي" قال فيه "ان كل الصراعات والحروب والنزاعات التي حصلت في الماضي والحاضر هي في جوهرها سياسية، وذات أهداف سياسية ترتبط بالسلطة، والسيطرة، والإمساك بمقدرات الامة، وليس لها علاقة لا بالدين ولا بالشيعة ولا بالسنة".. نصرالله اعطى امثلة لحروب كثيرة كالحرب بين بني أميّة وبني العباس.. ثم صراع الامين والمأمون.. ثم المماليك والعثمانيين.. ثم الحرب العراقية الايرانية وبعد ذلك تساءل نصرالله: اذا كان صحيحا ان الحرب بين المماليك وبين العثمانيين هي حرب سلطة فلماذا يفسر البعض الحرب بين العثمانيين والصفويين على انها حرب بين السنة والشيعة ؟ لماذا حرب العراق وايران لم تقدم على انها حرب طائفية بينما صراع الانظمة العربية مع ايران اليوم يقدم على انه صراع بين السنة والشيعة؟
لنلاحظ اولا ان الحرب الاهلية الاهم في التاريخ الاسلامي وهي معركة الجمل غائبة عن طرح نصرالله.. رغم انها الحرب التي اسست لكل النزاعات التي عرفها الاسلام لاحقا.. ولو كان نصرالله امينا للمنطق التاريخي الذي يستخدم في بداية حجته لقال ان حرب الجمل هي ايضا صراع على السلطة.. تعالوا وتخيلوا حسن نصر الله يفعل ذلك.. قليلا من الخيال لا يضر.. تصورا نصرالله يخرج من مخدرات نهج البلاغة ويدخل بالخطأ في صف الاستاذ ماكيافللي.. تصورا لو ان الشاطر حسن تحرر بقدرة قادر من اكاذيب كتاب السقيفة وكرّس بضعة ساعات لقراءة فلهاوزن..عندها سنقول وداعا للقرون الوسطى.. وداعا لغبار معارك الجمل الذي ما زال يسمم الرؤوس ويقتل الاوطان.. ولكن هيهات.
المتشاطر حسن يعتقد انه اخترع العجلة بقوله ان كل الحروب كانت من اجل السلطة !! ما لايفهمه المتشاطر حسن بسبب القفص اللغوي وبالتالي الفكري الذي يعيش بداخله.. هو ان جميع من سبقوه من القادة "الملهمين" قد استخدموا نفس الاسلوب التنويمي للجمهور والتعويمي للاجابات.. كلهم ادعوا القتال بدوافع نبيلة كما يعتقد هو اليوم.. الامويين كما العباسيين.. العثمانيين كما الصفويين .. الايرانيين كما السعوديين.. الكاثوليك كما البروتستانت.. وقبل ان انسى.. معاوية كما علي.. ابن الزبير كما الحجاج .. الخوارج كما حزب الهاشمية العلوي الذي اسس فكريا للشعوبية.. "جل" من لم يستخدم الدين سلاحا في المعركة !!
قرون من الدم ونحن نجتر تساؤلات وخطب امثال نصرالله.. قرون ونحن نردد خلف الرجل المعمم عبارة "لعن الله الفتنة من ايقظها".. ونذهب بعد ذلك للنوم كأننا قضينا على الفتنة بمجرد النطق بهذه العبارة التعويذة.. قرون وهذه اللغة الخشبية الميتة تقمعنا فكريا.. قرون والفهلوية من امثال المتشاطر حسن يستخدمون الدين لاغراض سياسية.. ولكنهم يخرجون بعد ذلك على الجماهير قائلين لهم: "ان جميع الحروب السابقة هي حروب من اجل السلطة ولكن حربي انا هي من اجل العقيدة والدين".. فالمتشاطر حسن يعتقد ان جميع الحروب السابقة هي حروب "ذات أهداف سياسية ترتبط بالسلطة، والسيطرة، والإمساك بمقدرات الامة".. اما حروب طائفته فهي حروب نقية بلا دوافع سياسية.. من هنا فان حرب الجمل لا تدخل ضمن قائمته للحروب السياسية.. ومن هنا ايضا صمته عن حرب احتلال العراق التي ساهمت فيها الاحزاب الشيعية رافعة شعار المظلومية.
اليوم وقد وقع الفأس على رأس حليفه العلوي بشار الاسد.. اليوم فقط يطرح المتشاطر حسن السؤال الوجودي: لماذا الصراع السياسي في منطقتنا يطرح عبر المنظور المذهبي.. ومع ذلك فانت تُمنّي النفس بِأجابة شافية بمستوى هذا السؤال الخطير.. ولكن اجابة المتشاطر حسن هي اجابة معمم قرووسطوي.. لانه يكتفي بنظرة قيمية تدين الخصم وتبرء الذات.. وباسلوب "إياك اعني واسمعي ياجارة" ودمتم للنضال الطائفي!!
فاقد الشيء لايعطيه.. ومن يريد اجابة على هذا السؤال الخطير عليه اولا الخروج من قفص المتشاطر حسن القرووسطوي ومن لغته الميتة.. والذهاب الى "ايات الله" من نوع اخر.. من امثال بيير بورديو الذي يعلمنا ان: "الحروب الدينية هي الاشكال التي تأخذها الحروب الاهلية عندما لا يكون الحقل السياسي قد استقل بعد عن الحقل الديني".. وهذا السطر الكثيف لا اُبدله بالف نهج بلاغة.. بهذا السطر الكثيف يقول لنا عالم الاجتماع بيير بورديو ان الصراع على السلطة هو ثابت بشري..اما المتغير فهو الشكل الذي يرتديه هذا الصراع ..عندما يكون حقل السياسة حقلا مستقلا ومنفصلا عن الدين فان الصراع يكون "سياسيا".. اما اذا هيمن الدين على حقل السياسة فان الصراع سيُطرح عبر الموشور الديني المذهبي.
كنا في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي نتقاتل على السلطة.. شيوعي ضد ليبرالي.. ثم قومي ضد شيوعي .. ثم بعثي ضد قومي..لان الدين كان خارج حقل السياسة.. اما بعد الثورة الايرانية التي جاءتنا بنظرية ولاية الفقيه ومع صعود الاسلام السياسي الشيعي بالامس والسني اليوم.. فقد عاد غبار معارك الجمل.. وعاشوا عيشة غيرسعيدة !! الشيعي العراقي ومنذ عام ١٩٩١ رفع شعار "ماكو ولي الا علي ونريد حاكم جعفري".. والكُتّاب الشيعة في العراق كانوا يصرخون منذ التسعينات بالمظلومية الشيعية ويطالبون بأن ينص الدستور العراقي على أن أغلبية الشعب العراقي هي من الشيعة.. وحسن نصرالله يتساءل اليوم فقط لماذا الصراع اليوم يقدم كصراع بين السنة والشيعة !!
فاقد الشيء لايعطيه.. ومن يريد اجابة على هذا السؤال الخطير عليه اولا الخروج من قفص المتشاطر حسن القرووسطوي ومن لغته الميتة.. والذهاب الى "ايات الله" من نوع اخر.. من امثال بيير بورديو الذي يعلمنا ان: "الحروب الدينية هي الاشكال التي تأخذها الحروب الاهلية عندما لا يكون الحقل السياسي قد استقل بعد عن الحقل الديني".. وهذا السطر الكثيف لا اُبدله بالف نهج بلاغة.. بهذا السطر الكثيف يقول لنا عالم الاجتماع بيير بورديو ان الصراع على السلطة هو ثابت بشري..اما المتغير فهو الشكل الذي يرتديه هذا الصراع ..عندما يكون حقل السياسة حقلا مستقلا ومنفصلا عن الدين فان الصراع يكون "سياسيا".. اما اذا هيمن الدين على حقل السياسة فان الصراع سيُطرح عبر الموشور الديني المذهبي.
كنا في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي نتقاتل على السلطة.. شيوعي ضد ليبرالي.. ثم قومي ضد شيوعي .. ثم بعثي ضد قومي..لان الدين كان خارج حقل السياسة.. اما بعد الثورة الايرانية التي جاءتنا بنظرية ولاية الفقيه ومع صعود الاسلام السياسي الشيعي بالامس والسني اليوم.. فقد عاد غبار معارك الجمل.. وعاشوا عيشة غيرسعيدة !! الشيعي العراقي ومنذ عام ١٩٩١ رفع شعار "ماكو ولي الا علي ونريد حاكم جعفري".. والكُتّاب الشيعة في العراق كانوا يصرخون منذ التسعينات بالمظلومية الشيعية ويطالبون بأن ينص الدستور العراقي على أن أغلبية الشعب العراقي هي من الشيعة.. وحسن نصرالله يتساءل اليوم فقط لماذا الصراع اليوم يقدم كصراع بين السنة والشيعة !!
هما جملتان يا حسن..جملتان لم تقلهما يا حسن.. قل ان حرب الجمل كانت من اجل ريع بستان قريش.. ثم قل ان حرب الجمل كانت صراعا من اجل السلطة.. عندها سنقول وداعا للقرون الوسطى.. وداعا لاحقاد القرون الوسطى.