2014/03/23

عن غباء العدد .. استكان شاي مع حكيم صيني


احدهم كتب لي يطالبني بأحترام معتقدات ملايين من الشيعة.. اريد ان اقول لصاحبنا بأنه اخطأ في العنوان.. كان عليه ان يبعث برسالته الى صندوق بريد "العَلَويَّة"!! عذرا "صديقي".. لست انا من لا يحترم معتقدات ملايين من الشيعة.. وانما معتقدات ملايين من الشيعة هي التي لا تحترمني.. لسنا نحن من لا يحترم معتقدات ملايين من الشيعة.. وانما معتقدات ملايين من الشيعة هي التي لا تحترمنا.. ساذهب ابعد من ذلك واقول لك.. لسنا نحن من لا يحترم معتقدات الشيعة ولكن معتقدات الشيعة هي التي لا تحترم نفسها.. اذهب  وشاهد هذا الفيديو!! ثم تعال بعد ذلك وقل لي كيف تريدوننا ان نحترم معتقدات بهذه الوضاعة الفكرية. 

كنت سأتفهم طلبك لو ان معتقدات الشيعة مارست حقها ضمن اطار الحسينيات والسراديب.. كنت سأتفهم طلبك لو ان معتقدات الشيعة اقتصرت على توزيع "خبز العباس".. كنت سأتفهم طلبك لو ان معتقدات الشيعة اقتصرت على الهرولة الى قبر لا يسمع ولا ينفع.. كنت سأتفهم طلبك لو ظلت معتقدات الشيعة تُمارس ضمن اطار "الحقل الديني".. كنت سأتفهم ذلك وكنت ساقول لك عندها: "لكم خزعبلاتكم ولنا عقولنا".. كلُّ له الحق ان يظل غبيا طالما ان غباءه لا يعيق حرية الأخرين.. ها انت ترى انني من انصار جون ستيوارت مِل.. اعشق الحرية واريدها لي ولخصومي.  

ولكن في اللحظة التي تخرج فيها معتقدات الشيعة من الحسينيات وتحاول احتلال شوارعنا.. في اللحظة التي تحاول معتقدات الشيعة فرض سوادها القبيح وحزنها الباثولوجي على المدينة.. في اللحظة التي تحاول معتقدات الشيعة توسيخ الفضاء العام بصور المعممين ولحاهم القبيحة.. في اللحظة التي تبدأ فيها ضوضاء وسماعات عاشورا بتعذيب الناس صوتيا ليل نهار.. في اللحظة التي تخرج فيها معتقدات الشيعة من الفضاء الخاص وتدخل الفضاء العام.. في تلك اللحظة تخرج معتقدات الشيعة من اطار "الحقل الديني" وتدخل الى الحقل السياسي.. في تلك اللحظة لا تعود معتقدات الشيعة مجرد معتقدات.. في تلك اللحظة تصبح معتقدات الشيعة دعاية سياسية.. برنامج سياسي.

وفي تلك اللحظة بالتحديد سَنُسقط عنها الحصانة "الادبية" والمعنوية.. وسنعاملها معاملة اي برنامج سياسي نقدا وسخرية وتحليلا.. في تلك اللحظة سنعاملها معاملة اي حزب يتصدى للشأن السياسي.. "المعتقدات" التي تدخل الحقل السياسي لا تعود معتقدات.. واياك ان تأتي عندها وتطالبني باحترامها.. تريدون الاحترام اخرجوا من الحقل السياسي وعودوا الى حسينياتكم وسراديبكم.. ولكن في اللحظة التي تدخلون فيها الحقل السياسي عليكم ان تدفعوا بطاقة الدخول "نقدا" وسخرية وتحليلا.. ونحن هنا نمارس حقا تكفله الديمقراطية.. وطرح الامر من زاوية الاحترام هو طرح اخلاقوي سخيف للشأن السياسي. 

تقول ان هذه المعتقدات يؤمن بها "ملايين من الشيعة".. عذرا ولكنني لا افهمك هنا .. عبارة "ملايين من الشيعة" ليست حجة .. لك ان تستحضر العدد كحجة في مظاهرة قطيعية للحزب الشيوعي.. لك ان تستحضر العدد في مليونية لطم وتطبير.. لك ان تستحضر العدد في ردحية اصابع بنفسجية.. ولكن في المجال الفكري العدد ليس حجة.. في مجال الفكر الملايين ليست معيارا للصواب.. هتلر وصل الى السلطة عن طريق الانتخابات بفضل ملايين الاصوات.. هل يجب عليّ ان احترم هتلر لانه استند الى ملايين من الاصوات!! هل يجب عليّ ان احترم معتقدات هتلر فقط لانها معتقدات يؤمن بها ملايين !! وانت تريدني ان احترم معتقدات الشيعة فقط لأن ملايين تؤمن بها.

الاحترام ليس واجب او فريضة او هبة تمنح هكذا.. الاحترام هو استحقاق ضمن علاقة احترام متبادل.. شخص لا يحترمني لا احترامه.. معتقدات لا تحترمني لا احترمها.. معتقدات لاتحترم عقلي لا احترمها.. فما بالك بمعتقدات خربت بلدنا وسرقت ثرواته وفخخت شعبه باحقاد القرون الوسطى.. انا لا افهم حتى كيف تطالبني باحترام هكذا معتقدات.. كيف تطالبني باحترام معتقدات خربت العراق من اجل بضعة قبور.. كيف تجرؤ وتطلب مني احترام معتقدات تقول للناس ان زيارة قبر ورمي بضعة دنانير فيه تمحي ذنوب سرقات سنة كاملة!!  

لا، لا.. معتقدات قرووسطوية خربت بلدي لا احترمها حتى لو كان اتباعها بمئات الملايين.. معتقدات حرقت الناس في تنور الزهراء وقتلت بالدريل لا احترمها حتى لو كان اتباعها بالمليارات.. نحن هنا امام مسلمات فكرية ومنطق.. وملايين من الرعاع لا تجعلني احيد قيد انملة عن مسلماتي الفكرية.. ارسطو يقول ان العدد غبي.. فهل تريدني ان اُبدل ارسطو بملايين مقتدى الصدر!! باشلار يقول ان "الرأي العام" لا يفكر.. فهل تريدني ان ابدل غاستون باشلار بقطعان السيستاني!! التاريخ يقول لنا ان الجماهير المُفخخة بقناعاتها الايديولوجية كانت دائما تقف على الجانب الاعور من التاريخ.. فهل تريدني ان اقف على الجانب الاعور من التاريخ احتراما للملايين.

 الحكيم والمؤرخ الصيني "سيما شيان"  يقول : ان صيحات "نعم نعم" لجماهير غفيرة لا تساوي كلمة "لا" لرجل واحد مستقيم ".. وانت تريدني ان احترم ملايين تسرق ليل نهار لان معتقداتها تقول لها بان زيارة سنوية لقبر الحسين وبضعة دنانير في شباكه ستمحي سرقاتها السنوية!! لا، لا.. شكرا للجهود.. بين معتقدات ملايين من السرسرية وبين سلوك انسان واحد مستقيم.. ساختار دائما سلوك الإنسان الواحد المستقيم.. لأنني من مدرسة فكرية تحكم على الانسان استنادا لسلوكه وليس استنادا  لخطاباته ونهج بلاغته.. لأنني اعرف ان الخطابات تكذب.. بينما السلوك دائما يقول الحقيقة.

2014/03/09

عفطة عنز وما ننطيها .. لماذا ضحك يزيد ابن معاوية


"الدنيا اتفه من عفطة عنز" و"ما ننطيها".. جملتان من "ادبيات" الشيعة السياسية.. جملتان من ادبسِزيّات الشيعة السياسية.. جملة قادمة من القرون الوسطى وبلاغة القرون الوسطى.. وجملة خرجت مؤخرا من فم شخص حتى في صمته هناك اخطاء املائية !! جملة فيها قواعد سيبويه واسلوب ابن ماجلويه.. وجملة فيها ادبسِزيّة بائع سبح ومحابس!! بسطات "السيدة" زينب لا تُعلّمِ البلاغة.. للبلاغة شروطها.. البلاغة تحتاج الى وقت وتنقيح واعادة كتابة.. كل كاتب مبتدىء يعرف ذلك.. احفاد الموالي يعرفون ذلك.. دراهم ودنانير البويهيين تعرف ذلك!! لقد احتاج احفاد الموالي الى ثلاثة قرون ونصف لـ "تصفيط" نهج البلاغة.. بين عكرمة (مولى ابن عباس) وبين "الشريف الرضي" (الذي اخرج "سينمائيا" نهج البلاغة) هنالك الف "عفطة عنز" وعنز !!

 للبلاغة متطلباتها.. المستشرق الالماني نولدكه يعرف ذلك.. غوسان دي برسيفال، ارنست رينان، ارثور دو غوبينو يعرفون ذلك.. فلهاوزن الذي فضح التزوير الذي تعرض له تاريخ الدولة الاموية على يد احفاد الموالي.. يعرف ذلك .. وفان فلوتن ايضا يعرف ذلك.. دراسة فان فلوتن عن الاصل الايراني للعقائد الشيعية والمهدوية هي من كلاسيكيات الاستشراق.. التاريخ منذ قرنين ترك غبار القرون الوسطى ومنطق القرون الوسطى وتسلّح بأدوات علم الفيلولوجيا والسوسيولوجيا.. علم التاريخ لم يعد يستند الى مقولة "حديث ضعيف ولكن يستأنس به".. مبدأ "المسامحة" القرووسطوي هذا لم يعد مقبولا في دراسة التاريخ.

عندما تضع مقولة"عفطة العنز" امام المستشرق الالماني نولدكه فهو سيقول لك ان هذا "العنز" لم يعفط في القرن الاول الهجري..سيقول لك مستندا الى عناصر لغوية واسلوبية وسايكولوجية .. سيقول لك مستندا الى النبرة المتكلفة في جملة "عفطة العنز".. سيقول لك مستندا الى رائحة الضغينة المنبعثة من "فم العنز".. سيقول لك مستندا الى الزهد المصطنع والكاذب لمقولة "عفطة العنز".. سيقول لك مستندا الى كل ذلك.. بأن هذا العنز هو عنز من القرن الرابع الهجري.. كل طالب مبتدىء في علم التاريخ في اي جامعة اوربية اليوم  يعرف هذه المنهجية.. حتى طالب لم يكمل السنة الاولى في علم التاريخ في جامعة اوربية اليوم يعرف ذلك.. وفقط دكاترة "خلف السدة" لا يعرفون ذلك. 

بين الماضي والحاضر عليك دائما ان تصدق عينيك.. عندما يتعارض الشعار مع سلوك حامل الشعار لا تبحث عن خبراء في علم  الذرة.. عندما تجد نفسك امام سلوك يتعارض مع الخطب العصماء.. عندما تجد نفسك امام لغة بليغة وسلوك قبيح.. عندما تجد نفسك امام شخص يحمل نهج البلاغة بِيد ويسرق باليد الاخرى.. عليك ان تصدق اليد الاخرى.. اليد التي تسرق لا تكذب.. اقلام احفاد الموالي نعم تكذب.. بين شعرالمتنبي وبين سلوك المتنبي عليك دائما ان تصدق سلوك المتنبي.. اياك ان تصدق سخافات "القرطاس والقلم".. واذا كان ولابد من شعر.. عندها بيتان لـِ معروف الرصافي:

وما كُتُب التأريخ في كل ما روت  لقرائها إلا حديث ملفقُ
 نظرنا لأمر الحاضرين فرابنا  فكيف بأمر الغابرين نُصدقُ     

فساد اليوم يجبرنا على اعادة قراءة تاريخهم بهذه المنهجية.. شخص يقول لك طوال قرون ان "الدنيا / السلطة اتفه من عفطة عنز" ثم يأتي اليوم ويقول لك "ما ننطيها".. فأنت هنا امام اشكالية.. شخص يقول لك خلال قرون ان "الحياة اتفه من عفطة عنز" وياتي اليوم ويسرق المليارات ويشتري الفلل والقصور.. أنت هنا امام اشكالية كبيرة.. انت هنا امام شيزوفرينيا فكرية.. انت هنا مجبر على مراجعة وتفحص نصوصهم و"امهات" كتبهم.. ستجد عندها ان سؤال السلطة.. ستجد عندها ان هاجس السلطة هو في كل صفحة من صفحات كتبهم..عندها عليك ان تفهم مقولة "عفطة العنز" من منظور القاعدة "الفلسفية" الشعبية التي تقول "مشتهية ومستحية"!!

قرون من هذه "السلطوية" المكبوته تنفجر اليوم كمفرقعات.. ابن وزير النقل الشيعي يمنع طائرة من الهبوط في مطار بغداد فقط لانها لم تنتظره بما يكفي في مطار بيروت !! يزيد ابن معاوية سيموت من الضحك في قبره !! حقائق التاريخ والانثروبولوجيا تنتقم اليوم من "عفطة العنز" واخلاقيات "عفطة العنز" الكاذبة.. فساد "فروخ النبي" يعري بلاغة الشعارات.

قرون من الاستمناء الفكري الشيعي من اجل سؤال غبي.. وهو سؤال:"من الاجدر بالحكم ؟".. سؤال في قمة الغباء.. سؤال افلاطوني/ مثالي.. لأن "جهابذة الفكر" الشيعي لا يعرفون حتى اليوم ان تسعة من تلامذة افلاطون ومدينته الفاضلة تحولوا الى حكام فاسدين ما ان استلموا السلطة.. بمعنى ان سؤال السياسة الاهم هو سؤال المؤسسات وليس الاشخاص.. "فروخ النبي" يتحولون اليوم الى لصوص وقُطّاع طرق ومطارات.. ولكن الرعاع ما زالوا ينتظرون منقذا يهبط في مطار بغداد ليملأ المنطقة الخضراء عدلاً !! هذه الوساخة "الروحية".. هذه الوساخة الفكرية وليس الاشخاص هي سبب الخراب الحالي.. لذلك عندما تسمع اليوم "علماني" شيعي يرمي مسؤولية الخراب الحالي على الساسة .. اي انه يشخصن المشكلة السياسية كما يفعل الشيعة منذ قرون.. إفهم عندها ان الرجل "يخوط بصف الاستكان" !