هنا خريطة وزارة الصحة العراقية لهذا اليوم المصادف ٢٣ ـ ٣ ـ ٢٠٢٠ والتي تعطي الارقام الرسمية لعدد الاصابات بفايروس كورونا.. الكل يعرف ان الارقام الرسمية عن عدد الاصابات في كل دول العالم هي ارقام الاشخاص الذي خضعوا لفحص طبي فقط .. اذ لا يوجد في اي بلد في العالم امكانية اجراء فحوصات لجميع السكان.. من هنا فالارقام اكبر بكثير من الارقام الرسمية.
ولكن هناك مؤشرات ودلائل اخرى يتم اللجوء اليها اليوم لتقدير حجم انتشار المرض في بلد ما.. على سبيل المثل لا الحصر قُرب البلد من منطقة تعتبر بؤرة للمرض .. وعندما نعرف قرب العراق من ايران التي هي ثالث بؤرة في العالم لفايروس كورونا.. وعندما نأخذ بنظر الاعتبار الزيارات المتبادلة للاضرحة من قبل قطعان المتمسحين بقبور لاتسمع ولا تنفع .. نعرف ان ارقام وزارة "اللاصحة العراقية" هي ارقام غير صحيحة وغير صحية بالمرة.. وعندما نعرف ضعف امكانيات القطاع الصحي في العراق .. ونعرف ضعف امكانيات العزل الاجتماعي والحجر الصحي .. نعرف حجم الكارثة الصحية المقبلة على العراق.
اخبار اليوم مثلا تقول ان امراءة من كربلاء مصابة بفايروس كورونا تم حجرها في مخيم كان يستخدم سابقا لأيواء النازحين ويفتقد لكل مستلزمات الحجر الصحي.. الأمر الذي دفعها إلى الهرب وإبلاغ عائلتها بأنهم سيأتون لفحصهم وحجرهم جميعاً، مما دفع بالعائلة إلى الهرب أيضاً .
شر البلية ما يضحك .. حادثة الهروب هذه اضافة الى ارقام وزارة الصحة العراقية ذكرتني بقصة طريفة لطبيب انكليزي زار مستشفى عسكري تركي قبل الحرب العالمية الاولى .. اثناء هذه الزيارة قام هذا الطبيب بالقاء نظرة على سجل المستشفى ووجد المعلومات التالية :
شر البلية ما يضحك .. حادثة الهروب هذه اضافة الى ارقام وزارة الصحة العراقية ذكرتني بقصة طريفة لطبيب انكليزي زار مستشفى عسكري تركي قبل الحرب العالمية الاولى .. اثناء هذه الزيارة قام هذا الطبيب بالقاء نظرة على سجل المستشفى ووجد المعلومات التالية :
عدد نزلاء المستشفى : ٦
حالات الشفاء : صفر
الوفيات : ٢
الهروب : ٤
كادر المستشفى التركي كانوا على الاقل امناء وصادقين في ارقامهم .. وهذه خصال يفتقدها من "يحكمون" العراق اليوم.. لقد اعادوا العراق الى عصر ما قبل الدولة العراقية الحديثة التي شيدت في يوما ما افضل مستشفيات في المنطقة.. والادهى من ذلك ..لقد اعادوا العراق الى نفس العقلية القرووسطوية التي كانت سائدة قبل مئة عام..اعادوا العراق الى الايام التي كانت فيها النجف تقرأ كتاب "السيف البتار على الكفار الذين يقولون المطر من البخار".