2009/04/27

حتى الحقيقة لها رائحة كريهة عندما تخرج من بعض الافواه

اتهم خامنئي امس امريكا بتنفيذ التفجيرات الاخيرة في العراق، عندما قال ان "المشتبه بهم الرئيسيون في هذه الجريمة وجرائم مشابهة لها هم قوات الامن الامريكية والجنود الامريكيون" .. لا جديد .. جرائم فرق الموت الامريكية معروفة في العراق كما في انحاء اخرى من العالم .. ولكن خامنئي اضاف بالتقية المعهودة "ان القوات الامريكية احتلت دولة اسلامية بحجة مكافحة الارهاب وقتلت عشرات الالاف من الاشخاص هناك" .. اتهام خامنئي ياتي بعد اربعة ايام من اتهام احمدي نجاد لاسرائيل بارتكاب جرائم "تطهير عرقي" ضد الفلسطينيين .. ومطالبته بمحاسبتها على تلك الأعمال الوحشية .

واحدة من اهم علامات الاستخدام السياسي الشعاراتي لقضية ما هو تناقض وازدواجية المستخدم لها على ارض الواقع .. خامنئي يدين الاحتلال الامريكي اليوم ولكنه ينسى او يتناسى ان ايران قد ساعدت امريكا في احتلالها للعراق .. واحمدي نجاد يتهم اسرائيل بارتكاب "تطهير عرقي" ضد الفلسطينيين ويعطينا محاضرة في مبادئ حقوق الانسان .. ولكنه ينسى ان ايران ارتكبت وترتكب جرائم تطهير عرقي وطائفي في العراق افضع من تلك التي اقترفتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني .

لعبد الباري عطوان وجوقته ان يستمروا بنقد حكام العرب حد الاجترار الممل .. وليسار الكافيار وخصوصا اللبناني ان يتحولوا من المادية الديالكتيكية الى العمل بالمقولة العشائرية "عدو عدوي صديقي" ..وللكتاب الفلسطينيين ان يحلفوا باغلظ الايمان بان "ايران لا تشكل خطورة على دولنا العربية والاسلامية، فلماذا لا نقوم بالتحالف معها" .. كل له الحق ان يحصر نفسه ضمن منطق الثنائيات الغبي .. اما نحن فنرفض مثل هكذا منطق ضيق .

نحن رؤوس العراق التي حفرتها المثاقب الايرانية .. نرفض ان نختار بين ايران واسرائيل .. لاننا نرفض الاختيار بين شرّين ..ونرفض اختيار اقلهما شرا .. لسنا مجبرون على الاختيار بين اسرائيل وايران .. وسلوكيات الحكام العرب ليست ولن تكون سببا للارتماء في احضان ايران .. كما يطلب منا عبد الباري عطوان وجوقة ابواق يسار الكافيار.

نحن الاجساد التي تم حرقها في تنور الزهراء .. نحن الاطراف التي تم تقطيعها ورميها في المزابل .. نحن الايتام والارامل والمهجرين بالملايين .. نحن ضحايا الاحتلال الامروايراني نرفض ان تتكلم عمامة منافقة قبيحة كخامنئي بالنيابة عنا وعن جروحنا .

ونحن رؤوس العراق التي ثقبتها الدريلات الايرانية .. نرفض محاضرة احمدي نجاد عن حقوق الانسان ونتهم ايران بارتكاب جرائم التطهير العرقي والطائفي ضد العراقيين ونطالب بمحاسبتها على اعمالها الاجرامية ولعبتها القذرة في العراق .. وحجتنا الاخلاقية ضد التكتيك الايراني هو قول الشاعرالعربي :

لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله ، عار عليك اذا فعلت عظيم

2009/04/10

"السقوط "



المكان ساحة الفردوس .. الزمان يوم امس .. الحدث : تظاهرة بمشاركة الالاف من ردّاحة مقتدى الصدر .. الفعاليات : تنويعات على هوسة "ها خوتي ها".. والهتاف بشعار "تسقط امريكا" ..اضافة الى حرق دمية تمثل بوش و اخرى تمثل صدام .. ثم اختتام الفعاليات الردحية بتقبيل ومعانقة للشرطة وللجيش !!

السؤال هو .. اما كان انفع ان يتم توجيه تلك القطعان الى ازبال وقاذورات مدينة "الصدر" لتنظيفها ؟ اما كان انفع ان يتم توزيع تكاليف تنظيم ونقل عشرات الالاف من الرداحة الى فقراء الشيعة الذين يعيشون في المزابل ؟ ما نفع الردح امام الدبابة ابرامز ؟ خصوصا اذا علمنا ان مقتدى الصدر صاحب مقولة "تكتيك حبيبي" قد لجأ لاسلوب المسيرات والردحيات القطيعية بناء على توجيهات ايران التي ارادت تهدئة اللعبة مع الشيطان الاكبر وتقاسم النفوذ معه في العراق ؟

لمقتدى "تكتيك" ان يمنح الاولوية لمصالح ايران "الجيوشيعية" .. سنتفهم ذلك خصوصا وهو يقيم اليوم في سراديب قم عاكفا على دراسة فقه النكاح ! ولمقتدى ولسرسريته ان يقيموا المسيرات الردحية .. سنحاول ان نتفهم ذلك ايضا !! فلِلسيد ان يتصرف بالقطيع كيفما شاء خصوصا اذا كان "القطيع" سعيد بعبوديته !! كل له الحق ان يعيش عبدا .. ولكن كثير على عقولنا استخفاف "ملا تكتيك" حين يرفع شعارات طرد المحتل في ذات الاماكن التي تشير رمزيا للاحتلال والتي كرسها الاحتلال .. فاقامة احتفاليات تهتف بطرد المحتل في ساحة الفردوس التي مسرّح فيها المحتل صورة احتلاله قبل ستة سنوات .. هو قبول برموز وصور الاحتلال .. والغباء او التغابي في مثل تلك الامور ليس عذرا .. فقانون الوطنية لا يحمي المغفلين او التقية .

لنكن واضحين .. جماعة التيار الردحي جاءوا ساحة الفردوس للاحتفال بـيوم "سقوط الصنم" كما يطيب لعرضحالجية ثقافة اللطم ان يسموا يوم احتلال العراق .. سقط صنم .. ربما .. ولكنهم رفعوا اصنام .. واسسوا لثقافة الاصنام .. والسبب هو انهم يخلطون بين "اعلان حقوق الانسان" و "اعلان حقوق الاصنام" !! من هنا فاشية الشعائر اللطمية العابدة لاصنام الجاهلية الثانية .. فصنمية ان يُعبد "الشباك" !! وصنمية ان يعيش الاحياء عبيد للاموات .

كلمة اخيرة بهذة المناسبة .. وهنا الاهم .. اقلام الدكاكين البترودولارية ما زالت تتكلم عن "سقوط بغداد" .. وذكرى "سقوط بغداد" .. والسؤال هو : كيف حصل وبعد ستة سنوات احتلال ورغم مئات الالوف من العسكر اليانكي والمرتزقة والمماليك وما زال الرئيس الامريكي غير قادر على الاعلان مسبقا عن زيارته لبغداد "الساقطة" ؟ واوباما قبل يومين لم يجرؤ على دخولها حتى !! كم من العواصم العربية "الغيرساقطة" تستطيع مثل هكذا اباء ؟؟ رائع مثل هكذا "سقوط" !!