المشاهد البشعة لتعذيب وقتل القذافي من قبل الاسلامجية الليبيين تحت ضوضاء الله اكبر تضعنا من جديد امام كارثية مستوانا الحضاري.. وبالتالي السياسي.. ما هو اكيد ان الحياة عندنا ليس لها قيمة سواء اكان صاحب السلطة دكتاتور "جلاد" ام معارض "ضحية".. التعامل مع الاخر هي بندقية تستند الى شعار.. الكتاب الاخضر .. او الله اكبر.. سيان.. الهلوسة الشعارتية واحدة.. السلطة عندنا هي جبن اخلاقي يستند الى "بندقية".. من عبد الكريم قاسم الذي جعل من الدبابة مفردة من مفردات "الحوار السياسي" الى قوادي الدين ممن يعذبون البشر تحت ضوضاء الله اكبر.
ما هو اكيد ايضا هو ان المشاهد البشعة لتعذيب وقتل القذافي تحت ضوضاء الله اكبر قد قزّمت الله.. ضوضاء "الله اكبر" في هذا المشهد البشع قد جعلت الله اصغر.. كلما استقرت رصاصة في راس انسان برفقة عبارة الله اكبر.. يصغر الله.. وتكبر مساحة الجريمة .. ليس هناك معجزات !!
ما هو اكيد ايضا هو ان المشاهد البشعة لتعذيب وقتل القذافي تحت ضوضاء الله اكبر قد قزّمت الله.. ضوضاء "الله اكبر" في هذا المشهد البشع قد جعلت الله اصغر.. كلما استقرت رصاصة في راس انسان برفقة عبارة الله اكبر.. يصغر الله.. وتكبر مساحة الجريمة .. ليس هناك معجزات !!
لنكن متواضعين.. كلنا في الهمجية سواء.. ما جرى للقذافي على يد الاسلامجية الليبيين يمكن ان يحدث في اي بلد عربي.. شاهدتم كيف عامل الشيعة البحرينيين جثة الشرطي الذي سقط بين ايديهم.. تصورا اذا مصير امير البحرين لو وقع بين ايديهم.. الاسلامجية المصريون كانوا يرفعون اعمدة المشانق لمبارك في ميدان التحرير.. تصورا لو ان مبارك وقع بين ايديهم.. او بن علي بين ايادي التونسيين.. او علي عبد الله صالح بين ايادي اليمنيين!! صدام حسين نجى من طريقة قتل القذافي فقط لانه لم يقع في براثن الاسلامجية الشيعة.. هل تعرفون الان لماذا يتمنى السجناء في العراق سجّان امريكي ولا "اخ" شيعي !!
هناك من خرج علينا مبررا المشهد البشع لقتل القذافي تحت ذريعة ان القذافي كان يقتل ويعذب.. حجة "العين بالعين"هذه تنتمي الى عقلية الثار البدائية.. نعم الثأر هي عدالة بدائية كانت نافعة في اطر وتنظيمات بدائية.. ولكن منطق الثأر داخل تنظيم اجتماعي وسياسي معقد كالدولة هو سرطان مدمر لاسس هذه الدولة.. وعراق المليشيات المجترة لثارات السقيفة مثال صارخ في هذا الاطار.. حتى من منظور اخلاقي فان ذريعة "العين بالعين" غير مقبولة.. فعنف وجرائم الخصم لاتبرر ان نكون مجرمين مثله.. التغيير الذي يجلب للسلطة معارض يلجأ الى اساليب الحاكم السابق هو ليس تغيير.. انه انتكاسة.
L'esprit avec lequel on jugera le roi sera le même que celui avec lequel on établira la République
"الطريقة التي سنحكم فيها على الملك هي نفس الطريقة التي سنؤسس بها الجمهورية".. هذه الجملة هي لـ سان جوست احد رموز الثورة الفرنسية.. قالها اثناء النقاش حول مصير ملك فرنسا بعد الثورة.. لقد حُكِم على الملك بالاعدام بالمقصلة.. والجمهورية التي شيدتها الثورة الفرنسية بعد ذلك كانت جمهورية المقصلة.. التي وضعت فرنسا خلال سنوات طويلة تحت ارهاب المقصلة التي انتهت بقطع رؤوس قادة الثورة الفرنسية انفسهم.
تاريخ العراق الحديث ايضا يؤكد هذا الدرس التاريخي.. طريقة قتل الحاكم السابق في العراق كانت دائما هي نفس الطريقة التي حُكِم بها البلد بعد ذلك.. مقتل العائلة المالكة على يد عسكر عبد الكريم قاسم شيّد جمهورية "ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة".. ومقتل عبد الكريم قاسم على يد القوميين شيد تراكميا جمهورية الاسلاك الشائكة.. اما اعدام صدام حسين تحت صيحات الثار لعائلة الصدر.. فقد اسس جمهورية المليشيات الطائفية التي تنهب وتدمر العراق اليوم.
وبنفس المعنى فان الطريقة البشعة لتعذيب وقتل القذافي من قبل الاسلامجية الليبيين هي الطريقة التي ستشيد وتحكم "الجماهيرية الاسىلامية الليبية".. الويل لليبيا من قادم الايام.."الضحية" الذي يتبع اساليب"الجلاد" يتحول الى جلاد.. انها قصة قديمة.. ولكنها في كل مرة تختفي تحت ضوضاء الشعارات.. شيوعية مرة.. قومية اخرى.. اسلامية اخيرا.. تتغير الانظمة.. تتغير الشعارات.. الثابت الوحيد هم الغوغاء.. المجد للضوضاء!!