2023/11/03

طريق القدس لا يمر بغزة !!


قبل ايام صرح موسى ابو مرزوق احد قادات حماس مستغربا من غياب رد فعل  « محور المقاومة » ازاء المذابح التي تحصل في غزة.. هذا القيادي الذي صدق شعار «وحدة الساحات» الذي جعجت به أبواق وذيول  «محور المقاومة » طوال سنوات يكتشف اليوم حذر الساحات .. يكتشف اليوم فراغ الساحات.


موسى ابو مرزوق قال معاتبا "كنا ننتظر الكثير من حلفائنا في هذه المعركة ».. بمعنى ان هذا القيادي الحماسي يعتقد نفسه حليف .. ما لم يفهمه هذا القيادي الحماسي هو انه في علاقة زبائنية مع ايران .. والعلاقة الزبائنية هي علاقة هرمية وليست علاقة متعادلة الطرفين .. في العلاقة الزبائنية هناك داعم وهناك مدعوم .. والمدعوم ليس حليف وإنما زبون يستخدمه الداعم وفقا لمصالحه.. وعندما تتعارض مصالح الداعم مع مصالح الزبون .. سيتخلى الداعم عن المدعوم في اول مناسبة .. باختصار القيادي في حماس لم يفهم بعد انه بيدق في لعبة الشطرنج الايرانية .. والبيادق في لعبة الشطرنج الايرانية ما هي سوى قطع للمساومة يتم التضحية بها اذا ما اقتضت مصالح ايران العليا وأمنها القومي.


التاجر الايراني يعرف جيدا ان التحرش باسرائيل اليوم سيكون ثمنه باهظا.. لان اسرائيل وامريكا سيردون بضربة قاصمة ستدمر كل البنى التحتية الايرانية وكل قدراتها العسكرية والامنية .. وهذا سيؤدي الى فراغ امني داخل ايران سيتيح لكل الاقليات الاثنية والطائفية المهمشة في ايران باستغلال الفرصة والثورة على السلطة الايرانية المركزية .. وهذا ما حذر منه الاكاديمي الايراني يد الله كريمي بور الذي قال « أن انخراط إيران في معركة غزة قد يرفع احتمال نشوب احتجاجات داخلية وتحركات قومية وطائفية في بعض مناطق البلاد».. اضف الى ذلك ان ايران استلمت رسالة واضحة وعبر « مبعوثي الغرف المغلقة » مفادها ان إغضاب « ماما امريكا » سيعني نهاية المعادلة الشيعية في المنطقة والتي كرسها الاحتلال الامريكي للعراق.. سيعني بداية النهاية للهلال الشيعي الذي كان هدية امريكا لايران بعد احتلال العراق.. والتاجر الايراني لن يضحي بهذا المكسب الاستراتيجي من اجل غزة.. ولا حتى من اجل مليون غزة .. الدول ليست جمعيات خيرية لتوزيع الحامض حلو .. وهذا ما لم يفهمه القيادي في حماس.


اثناء الحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثمان سنوات ..انتقدت بعض الاصوات في العالم الاسلامي موقف ايران المعاند في استمرارية الحرب الاستنزافية للبلدين رغم ان العراق وافق على قرارات الامم المتحدة بوقف اطلاق النار.. حجة هذه الاصوات كانت تقول لماذا لا تكرس موارد البلدين لمحاربة اسرائيل بدل من حرب استنزافية .. ردا على هذه الاصوات رفع ملالي ايران آنذاك شعار  "طريق القدس يمر بكربلاء" .. القيادي في حماس سيكتشف اليوم ان طريق القدس الايراني لا يمر بغزة !! وسيكتشف بنفس الوقت المثل القائل ان الكلاب النباحة نادرا ما تعض !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق