2007/10/14

عن عيدية اليتيم وخبز العباس وفرس النبي .. لماذا سكت ابو ذر !!


الشارع الشيعي بدأ برفع صوته اعتراضا على "انجازات" الشعارات الملتفة بالعمامة .. الشعارات لاتصمد امام الواقع .. هذه مسلمة سوسيولوجية .. الواقع فاضح للشعارات .. الشعاراليوم اخذ يقتل من رُفعت باسمه الشعارات .. ايمان امرأة شيعية قتلها ميليشياوي من جيش المهدي في الطوبجي ببغداد .. اقتص منها عماماتيا وامام طفلها بذريعة الدعارة لكي يستحوذ بعد ذلك على ريع بيتها .. اذا لا تستغرب حين تسمع ان هذا "الصنديد" العماماتي قد قام بعد ذلك بتوزيع "خبز العباس" على جميع بيوت الدربونة .. ولاتستغرب حين تسمع انه اعطى طفل ايمان اليتيم عيدية .. وانه قد زار شباك الحسين وطلب الشفاعة .. وانه قد مر على "السيد" ونفحه مما "رزق اللة" .. وان السيد قد بارك "ريعه" .. لا تستغرب فخلف الشعارات التي تقتل هناك دائما ريع يجنى .. الم يكن ريع بستان قريش (العراق) وراء معارك الجمل.

في نفس المقال يروي تاجر يسكن في حي اور عن ريع اخر يُجنى باسم "السيد" .. وعن تململ الحي من عصابات جيش المهدي ومن حكم الغوغاء الذي اشاعوا .. وهو بعد هذا وذاك غاضب .. لا بل غاضب جدا : الميليشياوي الذي كان فقيرا حتى الامس اصبح يقود مرسيدس .. ولكنني لم استوعب تماما قول هذا التاجر حين يقارن بين مرسيدس الفقير وفرس النبي !!

ترى .. هل غضب التاجر هنا لغة كودية خائفة من "تشوير" دريلات السادة .. فتراه يشير ملمحا الى "سادة" القوم "جناة" خُمس النفط المهرب .. اخبار دولة النزاهة المملوكية تقول لنا ان السرقات اصبحت مليارية .. والويل .. عفوا .. والدريل لمن لا يتعاون في تسهيل عمل المماليك الجدد .. ام ان غضبه ينصب على الفقير "الحاسم" للمرسيدس .. في هذه الحالة .. هل هو غضب منصب على فعل السرقة المجرد .. ام لكون السارق ميليشياوي .. ام لان السارق فقير قبل كل شيء ؟؟

يصعب في العادة ان تعرف ما يدور في رأس تاجر بازاري .. اظنه لم يغضب عندما تم "حسم" مؤسسات العراق .. اذا لنستبعد الاحتمال الاول .. واظنه لم يغضب حين تم تهجير جيرانه السنة من حي اور على يد المليشيات .. اذا لنستبعد الاحتمال الثاني ايضا .. اذا ما يغيض هذا التاجر هو ان فقير قد جنى "ريعه" .. وهذا تجاوز طبقي بالنسبة لتاجر .. كفر بالاصول والتقاليد البازارية .. فقير يقود مرسيدس .. أي اهانة لعلية القوم .. ولكن اليس هذا هو زمن الفقراء و"المستضعفين في الارض" كما قيل لهم .. الم يكن هذا هو "الوعد" .. الم تسرق وتنهب وتحرق مؤسسات ومستشفيات ومدارس العراق تحت شعار "محرومين" .. لم الغضب الان !!

لقد تم قتل وسرقة وتهجير السنة من حي اور وتم "حسمهم" عن بكرة ابيهم في احياء اخرى .. اذا من "المنطقي" جدا ان السرسرية والحرامية الذين هجروا وقتلوا السنة تحت شعار "منصورة يا شيعة حيدر" ، "يحسمون" اليوم ريعهم من "شيعة حيدر" .. قمة المنطق .. فقط ولاء ضيق لم يكن يرى ذلك المنطق العصاباتي يمتد كما السرطان في الجسد العراقي .. و"نخبة الطايفة" التي ينتمي اليها هذا التاجر لم تحرك ساكنا انذاك لان "المحسوم" كان من "الطايفة الظالمة".

وهكذا كان .. "حسم" المستضعفون وهم خير الحاسمين .. وبشّر "التقية" بالحاسمين .. "فرسان الطايفة" ما عادوا حماة الطايفة .. هم اليوم قتلتها وسراقها .. و"المستضعفون في الارض" اصبحوا مُعذِبين للارض .. مبتزين للارض .. ومختصين في ثقب الرؤوس !! هل تعرف الان لماذا صمت "ابو ذر" .. هو الذي كان يصرخ في ليل الحانات .. خلف مخيم اليرموك ..وبـ"العبرية" الفصحى .. عن اجتماع الفقراء ووعدهم القادم .. دعه يمر .. فـ "القدح" فارغ !!


When the Nazis came for the communists,
I remained silent;
I was not a communist.

When they locked up the social democrats,
I remained silent;
I was not a social democrat.

When they came for the trade unionists,
I did not speak out;
I was not a trade unionist.

When they came for the Jews,
I remained silent;
I wasn't a Jew.

When they came for me,
there was no one left to speak out.

Martin Niemöller

هناك تعليق واحد:

  1. كريم
    ليومين لم أعرف كيف أعلق على ما كتبت
    لا استطيع أن أقول انك مخطيء أو ان ما تقول يجانب الصواب و لكن هو ليس ما ينتظرهُ محبوك.
    يبدو أنني لا أملك بلاغة
    3mti; 3eeraqimeic
    و لا اسلوبها
    قرأتُ ما كتبت : عبثاً نبشتُ في الأرض التي أخرجت منها تلك الدرر
    تأملتُ في تعليات ما قبل الدربونة
    قرأتُ كلماتٍ هزت وجداني حركت حباً ينام في أعماقي
    مررتُ على وهم الهوية أم المفخخات
    أهو وهم الهوية أم العنفُ الذي إجتاحنا بهمجية يا كريم
    شاهدتُ صورةً الفيتها بلا تعليق لعراقٍ مسجونٍ تغير شكلُ سجانه
    لم يكن هنالك أجملُ من همساتٍ رقيقة اخترت فؤادي بسرعة مذهلة وهي تحاول إغاثة بلدٍ على حبل المشنقة:

    حياة انت هل تموت
    تموت الارض ولا تموت
    رمز انت لايموت
    عراق انت لا يموت
    مثلك انت لا يموت

    جروحنا عميقةٌ يا سيدي و الآمنا فاقت قدرتنا على التحمل ولكن هنالك صوتٌ للعقل يمكنهُ أن يساعد في إيقاف نوبات الغضب التي تتملكنا حين يحكمنا الحنون.

    انا شابٌ قد خسر وطناً يا كريم
    من واجبي أن أُدافع عن آخرِ دربونة

    دمت سالماً

    ردحذف