"وسام قد قتل. انتظروا دوركم. واذا كنتم تريدون الحفاظ على حياتكم غادروا السعدية".. هذه هي الرسالة التي استلمتها عائلة وسام الكردية التي تعيش في مدينة السعدية في محافظة ديالى من العصابات الشيعية التي قتلت وقطعت جثة وسام .. حدث هذا بعد الخلافات الاخيرة بين الاحزاب الشيعية و"حكومة" كردستان.. ويقولون لك ديمقراطية !!
نحن هنا امام ديمقراطية فريدة من نوعها.. فانت صديق طالما انك تتفق مع الاحزاب الشيعية ولكن ما ان تخالف املاءاتها فانت عدو.. وبالتالي فأن مصيرك هو القتل والتهجير..فما ان اختلف الاكراد مع "الديمقراطية" الشيعية هذه حتى بدأت القنابل تمطر على مقرات الاحزاب الكردية في بغداد.. وبدءت عمليات التهجير الاثني.. وهذه الطبيعة العصاباتية الانتقامية هي اهم سمات الديمقراطية الشيعية.. ديمقراطية بالمعنى الافلاطوني للكلمة.. اي حكم الغوغاء..حيث يسود قانون الغلبة .. قانون العدد ..قانون استعراض العضلات .. وهذه الطبيعة الغوغائية الاستعراضية كانت ولاتزال السبب الرئيسي في ما حل ويحل بالعراق منذ ٢٠٠٣.
ولفهم الطبيعة الغوغائية الاستعراضية للديمقراطية الشيعية..عليك ان تفهم قول خطير للسيستاني اوردته مؤخرا وكالة الاسوشيتد برس في تقريرها عن رؤية القيادة الشيعية للصراع في العراق .. فالسيستاني قال لوفد شعبي شيعي زراه قبل عاشورا الاخيرة مايلي : " قلت دائما ان شيعي من بغداد يعادل خمسة افراد شيعة من النجف. انتم الاغلبية واعدائكم يحاولون التقليل من عددكم. فاخرجوا ومارسوا شعائركم".
I always say that one Shiite from Baghdad is worth five Shiites like me from Najaf ... You are the majority and your enemies are trying to reduce your numbers,” al-Sistani said, according to one of the 30 men who attended the seven-minute meeting last November. “Go out and perform your rituals
وهذا القول يؤكد الاستخدام السياسي لاعداد الزوار كسلاح في المعركة من قبل الساسة الشيعة.. فـ السيستاني هنا يطالب الجمهور الشيعي بالخروج باعداد كبيرة من اجل استعراض القوة العددية.. انه منطق الغلبة العددية.. منطق الشقاوات.. لا غرابة بعد ذلك ان يعتقد السيستاني ان شيعي يسكن بغداد هو افضل من شيعي يسكن النجف ..لأن الشيعي في بغداد هو رأس حربة في المواجهة مع السنة من اجل السيطرة على بغداد وفرض اغلبية شيعية .. فقط عندما نفهم منطق الغلبة العددي هذا سنفهم ايضا فتاوى السيستاني التي تحرم على الشيعية الزواج من سني وتبيح زواج الشيعي من سنية.. فهدف هذه الفتاوى الطائفية هو تشييع اكبر عدد من النساء السنيات عن طريق الزواج من شيعي ..لان الزوجة في مجتمع مغلق يمكن دفعها بسهولة على اعتناق مذهب زوجها.
وهنا لابد من الاشارة الى مسرحية "روميو وجوليت في بغداد" التي قام باخراجها مؤخرا مخرج شيعي..هذا المخرج الشيعي يقول لنا في مسرحيته ان العائلة السنية ترفض زواج "جولييت" السنية من "روميو" الشيعي لانها تفضل تزويجها الى احد ابناء "الارهابيين" العرب الذين قاتلوا الامريكان في العراق.. بمعنى ان العائلة السنية تنطلق في رفضها من موقف طائفي.. تصورا حجم استهتار مسرح اللطم بعقول الناس.
نعم العوائل السنية اليوم ترفض تزويج بناتها الى شيعة ولكن ليس للاسباب الفلمهندية التي يوردها مسرح اللطم.. العوائل السنية ترفض اليوم تزويج بناتها الى شيعة لانها عاشت ويلات الحرب الطائفية التي انتجتها محكية المظلومية الشيعية.. العوائل السنية ترفض تزويج بناتها الى شيعة لانها اطلعت على فتاوى السيستاني الطائفية التي تحرم على الشيعية الزواج من سني وتبيح زواج الشيعي من سنية.. وهذا ما يتناساه المهرج الشيعي النائم في اوهام الخطاب السياسي الشيعي.
من اين لمهرج قادم من خلف السدة ان يفهم مقولة ستندال: "ان إقحام السياسة في عمل فني هو مثل اطلاق رصاصة اثناء سمفونية"!!
من اين لمهرج قادم من خلف السدة ان يفهم مقولة ستندال: "ان إقحام السياسة في عمل فني هو مثل اطلاق رصاصة اثناء سمفونية"!!