2025/01/18

الكلاب لا تنجب قطط

 على خلفية النقاش المحموم بخصوص سلاح المليشيات في العراق.. وبعد التحذيرات الامريكية لقادة الشيعة من انها لن تستطيع منع إسرائيل الى الابد من ضرب العراق.. وضمن إطار دبلوماسية الـ "طم خريزة" التي يمارسها السيستاني منذ الغزو الأمريكي للعراق.. التقى ممثل الأمين العام "للأمم الغير متحدة" مؤخرا مع السيستاني في النجف.. بعد هذا اللقاء أصدر مكتب السيستاني بيان أكد فيه أن "تحقيق الاستقرار والازدهار غير ممكن دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة".

 

السيستاني الذي كان وكيله في النجف حتى وقت قريب يستقبل ويصلي على جثامين قادة الحرس الثوري الإيراني العائدة من سوريا بالتوابيت.. السيستاني الذي كان وكيله في النجف حتى أسابيع مضت يستقبل ويصلي على جيّف فاطميون وزينبيون و"شقندحيون" الذين دمروا المدن السورية وشردوا الملايين من الاطفال والنساء.. هذا السيستاني يخرج علينا اليوم فقط وبعد ان أصبحت "الحديدة الاسرائيلية حارة".. ليتحدث عن "منع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها وحصر السلاح بيد الدولة "!!!!

أكثر من عشرين عاما ومرجعية السيستاني في النجف تصدر البيانات وتبارك التغييرات وتعطي توجيهاتها "الرشيدة".. والنتيجة ان عراق المرجعية "الرشيدة" لازال بلدا غير مستقر وغير مزدهر ويحتاج الى "اعداد خطط علمية لإدارة البلد" كما يقول لنا بيان السيستاني.. اكثر من عشرين عاما وبميزانيات تكفي لبناء عشر دول بحجم العراق.. ولا زال عراق المرجعية "الرشيدة" بلد مولدات كهربائية جعلت العراق من اكثر بلدان العالم تلوثا.. اكثر من عشرين عاما ولا زالت المافيات الشيعية في السلطة تستورد الغاز من ايران لتشغيل محطات كهربائية عفى عليها الزمن.. اكثر من عشرين عاما من "تجريب المجرب" ولازال السيستاني يصدر البيانات التي تدعوا الى " إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد" !!!

مذهل بعد ذلك ان تسمع احد "المحللين" في "حشد السيستاني الإعلامي" يقول لك ان بيان السيستاني هذا "أعطى دفعة إيجابية ستمكن الحكومة من التعاطي مع الملفات المعلقة".. محللو "خلف السدة" يتبركون بكل شيء يصدر عن السيستاني.. حتى لو ضرط السيستاني ستسمعهم يُدبّجون المقالات وينظمون القصائد الطوال ليقولوا لك فيها ان ضراط السيستاني "سيعطي دفعة إيجابية ستمكن الحكومة من التعاطي مع ملف التلوث والتغيرات المناخية !!!! 

العراق الذي كان في يوم ما يملك اكبر نسبة مهندسين في المنطقة قياسا لعدد سكانه.. وهذا معيار تقني بحت وليس جملة خطابية.. العراق الذي كانت جامعاته في يوما ما مزارا للطلاب العرب ..هذا العراق وصل في الانحدار حد.. اصبح فيه ملا لا يعرف ثمن رغيف الخبز في السوق.. يوجه عمل الحكومات العراقية.. ملا لا يمتلك من العِلم سوى "عِلم" جابلق وجابلص ( وهي اسماء مدن إكزوتيكية اسطورية فبركها رواة الحديث الشيعة للضحك على ذقون الرعاع في زمن لم يعرف خرائط غوغول).. ملا لا يمتلك من العِلم سوى إجازة في "عِلم" الاحاديث المفبركة وفقه النجاسة والنكاح .. يوجه عمل دولة بحجم العراق ويقول للحكومات الشيعية ماذا عليها ان تفعل!!!  

هل نستغرب بعد ذلك ان العراق تحول الى "شبه دولة" تتحكم فيها مليشيات وحشد إلسيستاني بقرار الحرب والسلم.. "شبه دولة" يحتاج رئيس وزراءها الشيعي للسفر الى ايران قبل ان يخطو أي خطوة "سيادية" داخل العراق.. "شبه دولة" يتعهد فيها رئيس الوزراء الشيعي بالعمل وفقا لتوجيهات المرجعية.. "شبه دولة" يسرق فيها "عبد الحسين" الملايين ثم يذهب بعدها باكيا مستغفرا امام شباك الحسين.. شبه دولة تحتاج فيها الحكومة الشيعية الى بيان من السيستاني لكي يعطي محركها العاطل دفعة لمعالجة "الملفات العالقة"!!!! 

باختصار.. "شبه دولة" العراق التي نراها امامنا اليوم هي نتاج منظومة فكرية وسياسية فاسدة.. مِن ابن السيستاني الذي يتحكم بإمبراطورية مالية أخطبوطيه.. الى أصغر شرطي مرتشي.. والسيستاني بهذا المعنى هو جزء لا يتجزأ من منظومة الفساد هذه.. ولو عاش السيستاني عشرين عاما أخرى واصدر الاف البيانات والتوجيهات.. سوف لن يخرج العراق من منظومة الفساد هذه.. لماذا ؟؟؟ لان الفكر الفاسد ينتج ساسة فاسدين وشعوب فاسدة.. فالكلاب لا تنجب قطط ..كما يقول المثل الفرنسي .. "الكلاب" تنجب "كلاب" فقط !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق