قبل ايام كتب خوان كول ، الخبير في الشأن العراقي، في مدونته : " في صيف 2003
، فقط 14 بالمئه من السنة كانوا يساندون هجمات العنف ضد القوات الامريكية . اما في اخر الاحصائات فـ 70 بالمئه منهم يساند مثل هكذا افعال." .. يبقى خوان كول ، رغم عمق معرفته بالشأن العراقي ، اكثر معرفة بشيعة العراق( اختصاصه الاول).. لذلك سأستعين برأي دافيد باران المعلق الكندي الذي يعرف السنة جيدا.. وهو اكثر معرفة بالعراق كارضية بحثية من كول لانه كان في العراق قبل وبعد الاحتلال الامريكي ولفترات طويلة.. مقالته " التباس في الفلوجة" التي نشرت في حزيران 2003 في صحيفة " العالم الدبلوماسي" تحكي عن الاحتمالات التي غيبت بسبب الحماقات الامريكية.
يقول باران " ان عشائر المحامدة ، الجميلات ، البو عيسى ، زوبع الخ التي تسكن الفلوجة ، كانت لها علاقات جيدة مع النظام السابق. ومع ذلك وبعد سقوط النظام فأن وجهاءها كانوا يعتقدون من العبث ومن غير النافع مقاومة الامريكيين. من هنا وفي نيسان/أبريل عام 2003، غداة سقوط بغداد، تشكل بصورة عفوية مجلس من الوجهاء الدينيين والقبليين اضطلع بمسؤوليات المرحلة الانتقالية بعد انهيار مؤسسات النظام وأرسل موفداً الى قوات التحالف للتفاوض على استسلام المدينة. كانت الرسالة واضحة " الفلوجة تتمنى قبل كل شيء السلام". اذا لقد دخل الامريكيون مدينة هادئة ومحكومة من قبل مجلس الوجهاء وهذا على عكس الكثير من مدن العراق التي كانت تعمها الفوضى .. ولكن بعد ذلك جاءت مواكب من سوء الفهم.
" سكان المدينة لم يفهموا لماذا تفتح القوات الامريكية المخازن الحكومية امام النهابين . لم يتصور احدا ان قوات " التحرير" ستتمركز في وسط المدينة وتسيطر على تقاطعات المدينة الاستراتيجية، تستعرض في الاحياء السكنية، تراقب المدينة بالهليكوبترات التي كانت تحلق بمستوى البيوت. هذا الموقف الاستفزازي لم يكن يتناسب مع مدينة تمنت السلم بوضوح وهي كانت امنة وهادئة. اتخاذ الامريكيين لمدرسة كقاعدة ولسطوحها كابراج مراقبة ادى الى اشعال النفوس.. ان مراقبة هذه المنطقة السكنية من قبل جنود مزودين بنواظير كان يشكل اعتداء على حرمة عوائل محافظة.. وكرد فعل قامت مظاهرة امام تلك المدرسة احتجاجا على هذا التصرف الغيرلائق.." القوات الامريكية تطلق النار لا لتفرق المظاهرة وانما على الطريقة الامريكية المعروفة (الاستخدام الكثيف للنار) ..النتيجة مذبحة .. ثم ثأر وحلقة العنف.
هذة قصة الفلوجة التي كانت اول مدينة تثور بوجه الامريكيين.. عندما تعتبر الاخر عدوا فانك تنتهي بأن تجعله بنهاية الامر كذلك.. يقول باران الفلوجة في نظر الامريكيين "لا يمكن إلا أن تكون مدينة عدوة، وهذا ما أصبحت عليه بالفعل.
هذة العدائية الامريكية ليست وليدة الصدفة تجاة المدن السنية .. ولكنها سياسة انتجها انزلاق مفاهيمي لعقلية استشراقية.. صدام سني اذا كل السنة في العراق هم صداميون .. لقد اعتبروا السنة كل السنة صداميون ، لذلك كان لابد على الاقل اهانتهم اذا لم يكن تصفيتهم.. اكشن .. عنف مجاني انتج عنف مجنون .. هذه قصة الدراما العراقية من الاصل.
الفلوجة والمناطق المحيطة بها كانت تسمى في البداية " المثلث السني".. ولكن أي انتقام للواقع .. نعم، الهندسة التي لا تأخذ بعين الاعتبار جميع نقاط الفضاء المدروس تستحيل الى قراءة تنجيمية للابراج .. المثلث السني الذي ارادوه صغيرا (غرب وجنوب بغداد) يجد اليوم امتداده وحجمه السوسيولوجي .. دراسات الستينات تستخدم مصطلح المثلث السني لتشير الى مثلث رأسه في الموصل وقاعدتة الانبار ـ بغداد ـ ديالى .. نصف مساحة العراق مشتعلة .. نادرا ما كانت انزلاقات المفاهيم بهذه القدرة على الدمار.
يقول باران " ان عشائر المحامدة ، الجميلات ، البو عيسى ، زوبع الخ التي تسكن الفلوجة ، كانت لها علاقات جيدة مع النظام السابق. ومع ذلك وبعد سقوط النظام فأن وجهاءها كانوا يعتقدون من العبث ومن غير النافع مقاومة الامريكيين. من هنا وفي نيسان/أبريل عام 2003، غداة سقوط بغداد، تشكل بصورة عفوية مجلس من الوجهاء الدينيين والقبليين اضطلع بمسؤوليات المرحلة الانتقالية بعد انهيار مؤسسات النظام وأرسل موفداً الى قوات التحالف للتفاوض على استسلام المدينة. كانت الرسالة واضحة " الفلوجة تتمنى قبل كل شيء السلام". اذا لقد دخل الامريكيون مدينة هادئة ومحكومة من قبل مجلس الوجهاء وهذا على عكس الكثير من مدن العراق التي كانت تعمها الفوضى .. ولكن بعد ذلك جاءت مواكب من سوء الفهم.
" سكان المدينة لم يفهموا لماذا تفتح القوات الامريكية المخازن الحكومية امام النهابين . لم يتصور احدا ان قوات " التحرير" ستتمركز في وسط المدينة وتسيطر على تقاطعات المدينة الاستراتيجية، تستعرض في الاحياء السكنية، تراقب المدينة بالهليكوبترات التي كانت تحلق بمستوى البيوت. هذا الموقف الاستفزازي لم يكن يتناسب مع مدينة تمنت السلم بوضوح وهي كانت امنة وهادئة. اتخاذ الامريكيين لمدرسة كقاعدة ولسطوحها كابراج مراقبة ادى الى اشعال النفوس.. ان مراقبة هذه المنطقة السكنية من قبل جنود مزودين بنواظير كان يشكل اعتداء على حرمة عوائل محافظة.. وكرد فعل قامت مظاهرة امام تلك المدرسة احتجاجا على هذا التصرف الغيرلائق.." القوات الامريكية تطلق النار لا لتفرق المظاهرة وانما على الطريقة الامريكية المعروفة (الاستخدام الكثيف للنار) ..النتيجة مذبحة .. ثم ثأر وحلقة العنف.
هذة قصة الفلوجة التي كانت اول مدينة تثور بوجه الامريكيين.. عندما تعتبر الاخر عدوا فانك تنتهي بأن تجعله بنهاية الامر كذلك.. يقول باران الفلوجة في نظر الامريكيين "لا يمكن إلا أن تكون مدينة عدوة، وهذا ما أصبحت عليه بالفعل.
هذة العدائية الامريكية ليست وليدة الصدفة تجاة المدن السنية .. ولكنها سياسة انتجها انزلاق مفاهيمي لعقلية استشراقية.. صدام سني اذا كل السنة في العراق هم صداميون .. لقد اعتبروا السنة كل السنة صداميون ، لذلك كان لابد على الاقل اهانتهم اذا لم يكن تصفيتهم.. اكشن .. عنف مجاني انتج عنف مجنون .. هذه قصة الدراما العراقية من الاصل.
الفلوجة والمناطق المحيطة بها كانت تسمى في البداية " المثلث السني".. ولكن أي انتقام للواقع .. نعم، الهندسة التي لا تأخذ بعين الاعتبار جميع نقاط الفضاء المدروس تستحيل الى قراءة تنجيمية للابراج .. المثلث السني الذي ارادوه صغيرا (غرب وجنوب بغداد) يجد اليوم امتداده وحجمه السوسيولوجي .. دراسات الستينات تستخدم مصطلح المثلث السني لتشير الى مثلث رأسه في الموصل وقاعدتة الانبار ـ بغداد ـ ديالى .. نصف مساحة العراق مشتعلة .. نادرا ما كانت انزلاقات المفاهيم بهذه القدرة على الدمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق