2006/10/09

منطق الابواب المغلقة

ان الكيفية التي يتم فيها الحوار.. اي طريقة الحوار نبرته ومفرداته .. هي مكون اساسي لمحتوى الحوار .. و نجاح أي حوار مرهون بتوفر عنصر الكيفية التي تسيره.. لست بحاجة هنا الى استعارة مصطلحات فتاكة من علم اللغة لكي اقوي حجتي وادحر القارىء المسحوق اصلا .. ساكتفي بالقول بان أي انسان بسيط سيقول لنا بالتجربة ان الكلمات تجرح وهي في بعض طرق قولها مدمرة .. وهذا ما يمكن تسميته بالعنف الرمزي.


لقد صاحب العنف الرمزي خطط الاقصاء منذ بدايه الاحتلال وهو قد ساهم بشكل كبير في زرع الشكوك والخوف لدى شريحة من العراقيين وبالتالي في تأجيج العنف.. ان انزلاق الكثير من السنة الى العنف قد جاء نتيجة انزلاق مفاهيمي ضُمّن في سياسة العنف الرمزي، حوّل السنة كل السنة الى صداميين يجب الانتقام منهم اولا وتهميشهم اخيرا .. ان العقلية الاستشراقية لصناع القرار الامريكي ومن خلال هكذا انزلاق مفاهيمي تجريمي هي المسؤولة عن تحويل شوارع العراق الى ملعب للسيارات المفخخة.


لقد فهمت بعض مراكز صناعة القرار الامريكي متأخرة ان هذا العمى الايديولوجي قد يكلفهم انكسارا ستراتيجيا .. اما بعض ساسة العراق الجدد الذين واكبوا وشجعوا هذا العمى الايديولوجي في سبيل التمثيل السياسي فيبدوا انهم لم يستوعبوا درس العمى الايديولوجي بعد وهم مستمرين في لعب ادوار تجار الجرح.. لقد دفع العراقيون خلال السنوات الاخيرة ثمن بقايا ثقافة الاقصاء ، والخوف كل الخوف هو ان يظل العراق يدفع لسنوات اخرى ثمن العنف الرمزي المتضمن في تصريحات تجار الجرح المؤججه للشكوك والمؤسسة للعنف.. لقد ادعى الكثير من هولاء محاربة التمييز الطائفي الذي ساد في الفترة السابقة وهاهم الآن يستغلونه ابشع استغلال.

فوضى السنوات الثلاث الاخيرة تقول لنا بأن "منطق" الابواب المغلقة يؤدي حتميا الى "ديالكتيك" الابواب المكسورة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق